على خلفية قيام تنظيم "الدولة الإسلامية" بقتل الطيار الأردني معاذ الكساسبة، ما هي النتائج التي يجب على الدول العربية والغربية استنتاجها؟ الصحف الألمانية تناولت هذا السؤال في تعليقاتها وأجابت عليه بمواقف متباينة. صحيفة كولنر شتات أنتسايغر/ Kِölner Stadtanzeiger الصادرة بمدينة كولونيا أخذت على البلدان العربية عدم وجود صرامة لديها في مواجهة التنظيم الإرهابي، وأوضحت الصحيفة قائلة: " تفتقد القوى العربية المؤثرة إلى عزيمة التعامل عسكرياً بشكل فعال في مواجهتها لتنظيم "الدولة الإسلامية". كما تفتقد المؤسسات الدينية الإسلامية إلى قدرة التعامل بأفكار مقنعة ضد إديولوجية استخدام العنف ومواجهتها بشكل فعال، وبالتالي العمل على تجريدها من كل شرعية. الموقف العجيب الذي أعلنه المفتي الأكبر لجامعة لأزهر في القاهرة يوضح هذا المأزق بكل المعايير. فكبير فقهاء الأزهر دعا إلى قتل وصلب الجناة وقطع أيديهم وأرجلهم، مستندا في هذه العقوبات على القرآن". غير أن الصحيفة لاحظت أنه من خلال مثل هذه التصريحات لا يمكن لأية مؤسسة إسلامية أن تظهر بمصداقية كاملة، أن الإسلام يدعو حقا إلى المحبة والسلام. ثم استخلصت الصحيفة: "عوض ذلك يذهب كبارالفقهاء في المؤسسة الدينية (الأزهر) باتجاه السباق على الرعب، إلى حين أن تزداد صورة دينهم ضعفا إلى أدنى المستويات". صحيفة فرانكفورتر ألغماينه تسايتوغ/ Frankfurter Allgemeine Zeitung اسنتجت في تعليقها موقفا آخر وكتبت قائلة: "ينتشر الإرهاب الإسلاموي في المجتمعات العربية والإسلامية مثل مرض السرطان. وكل من يقوم بتقوية أعراض هذا المرض، بالمال أو لوجستيا وإيديولوجيا، فإنه يساهم في انتشاره. يجب العمل على محاربته بكل ما لدولة القانون من إمكانيات. ويجب على الدول الغربية أيضا المساهمة في ذلك، خاصة بالنظر إلى آلاف الجهاديين الذين سافروا إلى ساحات القتال في الشرق الأوسط بهدف تطبيق ما يعتبرونه تصوراتهم العقائدية، ولكن بمواقف عنيفة وزائفة". وأشارت الصحيفة في تعليقها إلى أن المسلمين أنفسهم هم الطرف الخاسر في هذا التطور الخطير، ولذلك تلاحظ الصحيفة: "يجب على البلدان العربية والإسلامية أن تتحرك بنفسها في مكافحة هذا الوضع، فهي الأكثر تضررا على الإطلاق، وبشكل مرعب" صحيفة تاغس شبيغل/ Tagesspiegel، الصادرة في برلين، ركزت في تعليقها بالخصوص على رد فعل دولة الأردن على قتل مواطنها الطيار معاذ الكساسبة وكتبت: "رد الفعل الأردني هو موقف منطلق من أعماق الإنسان ويوضح مدى حجم المعضلة الكبيرة. فتنظيم "الدولة الإسلامية" يريد أن يدفع بأعدائه – والعالم كله أعداء - إلى اليأس والخوف والرعب. وقيام الأردن بإعدام الأرهابيين الإثنين يوضح إلى أي مدى بلغ مستوى التعامل، نتيجة خطط عصابة القتل". واستخلصت الصحيفة أنه كيفما كان الحال يجب العمل بكل الوسائل، كي لا يحقق هذا التنظيم الإرهابي وميليشياته أي فوز، بسبب التداعيات الخطيرة وقالت: "يجب عدم السماح بفوزهم. فلا يجب أن يؤدي إرهاب الجهاديين إلى تضليل العالم الحر والى التشكيك في إنجازات ما توصلت إليه الإنسانية من تنوير وحضارة".