اهتمت الصحف العالمية والعربية بتحليل الأسباب الرئيسية والدوافع الحقيقة وراء استهداف منتجع سوسة السياحي في تونس، والذي شغل كافة وسائل الإعلام العربية والغربية، لاسيما وأنّ ضحايا الحادث كانوا عزلًا وأبرياء ومن مختلف أنحاء العالم بحسب بي بي سي أكدت صحيفة الأوبزرفر أنّه لايوجد تفسير ولا تبرير ولا منطق لما قام به المسلح في منتجع سوسة السياحي، داعية إلى توحيد الصفوف في مواجهة تنظيم داعش. وتفسر الأوبزرفر أسباب الفتنة في العالم العربي إلى تفشي الظلم والتخلف في أغلب الدول العربية مما يغذي سخط الكثير من الشباب ويدفع بهم إلى اعتناق الأفكار المتطرفة، فضلًا عن التدخل الغربي في الشرق الأوسط، وآخرها الحرب في العراق، التي أثارت النزاعات الطائفية، وتسللت من خلالها التنظيمات المتشددة، على غرار تنظيم داعش. وترى الصحيفة أنّ السبب الرئيسي وراء استهداف تونس، أنها كانت الشعلة التي أوقدت انتفاضات الربيع العربي. وتشدد الأوبزرفر على ضرورة فهم تبعات الهجوم على تونس والتقليل من أضراره، التي تصيب المسلمين في الغرب، مثلما وقع في الولايات المتحدة وفرنسا، إثر أحداث يناير في باريس. ودعت الصحيفة إلى ضرورة أن تتجه جميع الدول نحو استراتيجية توافق يتم التشاور بشأن عاجل للإرهاب، لافتة إلى أنّه ليس بوسع أي دولة أن تواجه تهديد المتطرفين لوحدها، سواء في سوريا والعراق أو منع الهجمات في أوروبا. وبينما نشرت صحيفة الاندبندنت تقريرًا تؤكد فيه أنّ الهجوم كان يهدف إلى تخريب صناعة السياحة، أكبر مصدر للعملة الصعبة في تونس، وأكبر قطاع توظيفا للتونسيين في البلاد. وبحسب بي بي سي أوضحت الاندبندنت في تقريرها أن المسلح كان حذرًا للغاية في عمليته، وانتقى ضحاياه بعناية، إذ كان يطلق النار على الأوروبيين تحديدًا، وحاول تجنب التونسيين وهو يتقدم نحو الفندق. وربطت الاندبندنت بين هجوم تونس هجومين آخرين في فرنسا والكويت ونقلت عن خبراء أمنيين قولهم إن تزامن هجوم تونس مع هجومين آخرين في فرنسا والكويت دليل على أن هناك رغبة في شن هجمات متزامنة تذكر بالهجمات التي كان ينفذها تنظيم القاعدة. وترى الصحيفة أنّ لهجوم سوسة بعدًا دوليًا، ويرتبط بهجمات في بلدان وقارات أخرى، لاسيما مع مزاعم السلطات التونسية أن المتشددين الذين نفذوا هجمات في البلاد تدربوا في ليبيا، في مناطق تحت سيطرة حكومة طرابلس المتنازعة مع حكومة طبرق المتعارف عليها دوليًا. وتشير صحيفة صاندي إلى أنّ الهجوم على منتجع سوسة في تونس، يضع تجربة تونس الناجحة من بين دول الربيع العربي على المحك. وبحسب بي بي سي وضح صاندي أنّ التجربة الديمقراطية في تونس حديثة وهشة، وازدادت هشاشة بعد الهجوم على منتج سوسة، مؤكدة أنّ مكافحة التطرف تحتم على الحكومات الديمقراطية حماية حقوق وحريات المواطنين. وتقول صاندي تايمز اختارت الحكومة التونسية الطريق الأصعب والأكثر تكلفة بسنها قوانين لمكافحة الإرهاب تسمح للأجهزة الأمنية احتجاز المشتبه فيهم 15 يومًا قبل عرضهم على القضاء. وتضيف أن التونسيين عموما يثقون في الجيش، وهو الذي يحمي الآن المناطق الأثرية والمنتجعات السياحية، ولكنهم يتهمون الأجهزة الأمنية والشرطة بالفساد والتعذيب والرشوة، وهم يحملونها مسؤولية الاختراقات الأمنية. ودعت صاندي الولايات المتحدة وأوروبا لمساعدة تونس على الاستمرار في طريق الاعتدال، لأنه إذا فشلت تونس، لا أمل في نجاح الدول العربية الأخرى.