2015-10-10 

رغم الخسارة .. الانتصار أرجنتيني

مصطفى الأغا

في الساعة الثالثة صباحاً تقريباً بتوقيت دبي انتهت المواجهة الرائعة بين تشيلي والأرجنتين على نهائي كوبا أميركا والنهاية كانت دراماتيكية بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، وهل هناك أكثر دراماتيكية من مباراة تشهد فرصاً ونجوماً عالميين أقلهم ميسي وهيغواين وأغويرو وبرافو وفالديفيا ووقتين إضافيين ثم ركلات الجزاء الترجيحية التي شهدت سقوط الأرجنتين أمام أصحاب الضيافة وجماهيرهم الرائعة التي شجعتهم بشكل جنوني وكانت النتيجة أول لقب لتشيلي في تاريخها في هذه البطولة وتسلم الكأس من رئيس دولتها الذي شجع منتخب بلاده مثله مثل أي مشجع في المدرجات. الأرجنتين التي توجت باللقب 14 مرة ووصيفة 13 مرة في أقدم بطولة في التاريخ وعمرها الآن 99 سنة، صحيح أن الأرجنتين لم تتوج باللقب، ولكنها قدمت للعالم حدثاً أعتقد أنه لن يتكرر في التاريخ الحديث بوصول أربعة من مدربيها للنصف نهائي هم خورخي سامباولي مدرب تشيلي الذي صنع التاريخ لهذا البلد وأهداه أول لقب في تاريخه، وتاتا مارتينو مدرب الأرجنتين، وريكاردو غاريكا الذي قاد البيرو للمركز الثالث على حساب الباراغواي التي يدربها الأرجنتيني رامون دياز، وحتى أكون أميناً مع كلماتي فإن أحد أجمل وأحلى وأفضل المنتخبات في البطولة كان منتخب كولومبيا الذي خرج «بطلوع الروح» أمام الأرجنتين ويدربه أيضاً الأرجنتيني خوسيه بيكرمان بركلات الترجيح، وكان أقرب للفوز ولكن لاعبيه أضاعوه بكل رعونة وغرابة، وهناك مدرب سادس هو غوستافو كونتيريس الذي قاد الإكوادور ولكن منتخبه لم يترك أية بصمة تذكر. لهذا فمن نافل القول إن بلداً يقدم ستة مدربين من أصل 12 شاركوا في البطولة هو بلد مبهر كروياً على رغم أن عواطف الملايين كانت مع الأرجنتين بسبب ميسي وأغويرو، ولكن ما شاهدناه في النهائي يثبت من دون شك أن النجومية وحدها لا تكفيك للتتويج إن لم تكن الروح القتالية والتنظيم الدفاعي والمؤازرة الجماهيرية الكبيرة من أسلحتك أيضاً. لم أحزن لخسارة الأرجنتين بقدر حزني على الأداء البرازيلي الباهت الذي جاء ليقضي على كل آمال عشاق السامبا بالتعويض عن مرارة ما حدث في نهائي كأس العالم، وأثبت نيمار أنه أرعن ولا يصلح لقيادة المنتخب لا من قريب ولا من بعيد، وأن بلداً بحجم البرازيل وتاريخها وآلاف النجوم الذي يخرجون منها لا يمكن ولا يصح أن تعتمد على لاعب واحد مهما كان اسمه أو حجمه أو موهبته فكرة القدم لعبة جماعية صحيح أن فيها نجومية فردية ولكن النجومية الفردية نقطة ضعف قاتلة إن كانت هي التي تقرر فوز المجموعة أو خسارتها. مبروك لتشيلي وللأرجنتين ولا عزاء للبرازيل التي أشجعها منذ وعيت على الدنيا وسأبقى أشجعها ما دمت أتابع كرة القدم.

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه