الصورة تاريخية في قصر الإليزيه في باريس، العاهل المغربي محمد السادس، يجري محادثات ثنائية مع الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، في إعلان عن "صفحة جديدة" في العلاقات الثنائية، وإعادة إطلاق لـ"الشراكة الاستراتيجية" بعد "أزمة دبلوماسية" استمرت لعام كامل. وللتاريخ، فالعاهل المغربي محمد السادس، كان أول زعيم عربي وإفريقي يلتقي بالرئيس الفرنسي، في نفس المكان، أي قصر الإليزيه، بعد فوز الاشتراكي فرانسوا هولاند، بالانتخابات الرئاسية في فرنسا. فما يجمع الرباط وباريس، فيه الكثير من المشترك، ومن المصالح التي تعود إلى التاريخ، بالرغم من أن "فرنسا طبقت على المغرب نظاما للحماية"، خلال القرن العشرين، قبل أن يستقل المغرب عن الاستعمارين الفرنسي والإسباني، في النصف الثاني من القرن الماضي. أعتقد أن فرنسا، بعد الضربات الإرهابية، التي هزتها في الشهر الأول من العام الحالي، فهمت أن "الحاجة ماسة" إلى "المصالحة الدبلوماسية" مع المغرب، لتبادل المصالح، و"استبعاد الخلافات" عن سماء الجارين المتوسطيين. فالعقد الثاني من القرن الحادي والعشرين، حمل "رياحا من التغيير"، دفع بالرباط إلى أن تغير كثيرا في سياستها الخارجية، بعيدا عن "أحادية المحور الرباط ـ باريس"، بدءا من تنويع في الشراكات، وفي الوجهات الاستراتيجية العالمية، عبر كل القارات، مع العودة بقوة إلى العمق الخليجي، والجوار والأصل الإفريقي. ما أرى أن فرنسا مطالبة بفهمه، اليوم أكثر من أي وقت مضى، خاصة في ظل رئيس اشتراكي، هو أن المغرب يتغير في كل المجالات، وأن "لغة المصالح" و"تبادل المنافع"، هما قاعدتان اثنتان، لبناء للمستقبل بين الرباط وباريس، لأن المغرب هو البلد العربي والإفريقي، الذي يستقبل اليوم، بكل إرادية واختيارية وروح رياضية، المقررين التابعين للأمم المتحدة، ومن بينهم مقرر التعذيب. فعام من الأزمة الدبلوماسية ما بين الرباط وباريس، انتهى بما له وبما عليه، وأقرت فرنسا بـ"عبارة واضحة" أن "المغرب صديق وشريك أكثر من أي وقت مضى"، ما يعني أن البلدان المتوسطيان انتصرا معا للمستقبل. *نقلا عن "العربية"