2015-10-10 

قصة عائد من معسكرات داعش

دويتش فليه

دويتش فليه - كان يحلم بأنّ يصبح بطلًا وأن يذاع صيته، لذا قرر "نيزيت س." الذهاب إلى سوريا والالتحاق بتنظيم داعش، والآن يقف هذا الألماني، الذي تعود جذوره إلى ألبان كوسوفو، أمام محكمة في دوسلدورف ليدافع عن نفسه ويحكي عن تجربته في سوريا. "لم أكن أريد أن تكون لدي أي علاقة مع هؤلاء الذين يقطعون الرؤوس، ولكني أردت أن أقاتل"، جملة كررها الألماني الذي تعود أصوله إلى ألبان كوسوفو "نيزيت عليجا س." عدة مرات أمام المحكمة الألمانية التي تحاكمه بتهمة الانضمام إلى "جماعة إرهابية" في سوريا. وحين تسأله القاضية الألمانية: كيف تصورت أن يكون ذلك ممكنا؟، يرد بالقول: "أردت المشاركة في القتال ولكن دون أن أقتل. أردت أن أكون بطلًا وأن أصبح معروفا وأن يكون لدي نساء كثيرات". هذه هي أحلام الشاب، ذي الاثنين والعشرين عامًا، والذي يقف أمام محكمة في دوسلدورف للإدلاء بأقواله في الاتهام الموجه إليه أي "الانضمام إلى جماعة إرهابية". يفترض أن يكون نيزيت س. انضم إلى تنظيم داعش في سوريا في الفترة مابين 23 يوليو إلى 16 أغسطس من العام الماضي، وشارك عدة مرات في معارك داعش ضد نظام بشار الأسد وهو الأمر الذي تطلب أن يتلقى تدريبا على استخدام السلاح. إلا أنه يرفض هذه الاتهامات الموجهة إليه. تيزيت شاب الألماني، كوسوفي الأصل، عادي المظهر ، عاني خلال فترة حياته المدرسية من المشاكل كالإدمان على شرب الكحول، وصدرت بحقه عدة أحكام قضائية. لذلك ربما جاء هذا "التفسير المتطرف للإسلام" مواتيا له وكان بمثابة الحل الأمثل لكل هذه المشاكل التي مر بها. وبسفره إلى سوريا أراد بذلك أن يكون بطلا، كما يحكي الشاب متذكرا. في مدينته مولهايم قام بشراء تذكرة طائرة إلى تركيا بلا عودة. وحين وصل إلى هناك، توجه هو و15 شخصًا آخرين إلى سوريا، وقد جاءته الفكرة بناء على نصيحة من صديق تعرف عليه عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، هذا الصديق الذي تعود أصوله أيضا إلى ألبان كوسوفو، ولكنه تربي في النمسا، نصحه بالقدوم إلى سوريا حيث يعيش لأن"الحياة هناك جميلة"، كما يحكي نيزيت. وخلال دردشتهما الإلكترونية تبادلا الصور والأفلام؛ و أعجب نيزيت بالطريقة التي يعيش بها المنضمون لصفوف داعش، وكيف يتضامنون مع بعض، يغنون ويأكلون ويسبحون سويا. يقول نيزيت. وما أعجب به أيضا أن أصدقاءه كانوا يجدون الوقت الكافي للنوم وكذلك للتعمق في دارسة الشريعة. وهي أمور أثرت فيه لأن والديه لم يقضيا الوقت الكافي معه وكان يشعر بالوحدة، وعبر الدردشة بين الصديقين نمت ثقة متبادلة بينهما في غضون أسابيع قليلة. نيزيت تمكن من الوصول إلى مدينة الباب السورية وبمجرد وصوله اصطدم بالواقع، ففي اليوم الأول سئلت إذا كنت أريد المشاركة في المعارك أم أن أفجر نفسي كمنفذ لهجوم انتحاري، يقول نيزيت الذي قرر أن يشارك في المعارك، إلا أنه اكتشف أنه يريد البقاء على قيد الحياة بأي شكل كان، بعد أن تعرض المعسكر الذي كان يعيش فيه إلى هجوم وشاهد دبابة تابعة للمقاتلين الأكراد تم تفجيرها ولطخت بدماء القتلى. إذا كانت كلمات نيزيت صادقة وتعكس بالفعل تمسكه بالحياة فالسؤال هنا: ألم يدرك أن المعارك لا تخلو من الدماء والموتى، كما تسأله القاضية الألمانية المكلفة بالبت في قضيته. بيد أن المتهم لا يجد إجابة على هذا التساؤل. وقد خصصت المحكمة تسع جلسات لقضية نيزيت. وقد يُحكم عليه بالسجن لمدة تصل إلى 10 سنوات، ومن خلال هذه المحاكمة يتمنى المدعي العام وجهات أمنية أخرى أن يحصلوا على معلومات وافية حول كيفية تمكن "داعش" من تجنيد أفرادها والطرق التي يتبعها التنظيم في هذا الخصوص. ويرى المحققون أن نيزيت يعتبر "مقاتلا فرديا" وليس على اتصال بجماعة من الجماعات السلفية المتشددة. لكن إلى أي مدى هذا الأمر صحيح، هذا ما ستثبته الأيام القادمة. مع العلم أنه وبحسب كلامه أنه لم يزر معسكر التدريب في مدينة الرقة ولم يشارك في المعارك. أما بالنسبة للصورة التي التقطها مرتديا زيا عسكريا حاملا الكلاشنيكوف فهو يقول إنه أراد التفاخر وأنها مجرد صورة تذكارية.

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه