دخلت المفاوضات النووية مع إيران والتي استمرت 11 عاما إلى مرحلتها النهائية، وبات إبرام اتفاق نووي تاريخي وشيك. ويأمل دبلوماسيون إيرانيون وغربيون عن الإعلان في وقت لاحق اليوم الاثنين، التوصل أخيرًا إلى اتفاق بشأن برنامج طهران النووي، غير أن الوفد الإيراني يؤكد أنه غير واثق من تنسيق جميع المسائل المتبقية اليوم الاثنين. وقال عباس عراقجي نائب وزير الخارجية الإيراني في مقابلة مع وسائل إعلام إيرانية الاثنين 13 يوليو، وصلت المفاوضات إلى مرحلتها النهائية، غير أن بعض القضايا لا زالت عالقة. وردًا على سؤال عما إذا كانت المفاوضات النووية ستكتمل اليوم، قال الدبلوماسي الإيراني " لا يمكنني أن أراهن أن القضايا المتبقية العالقة ستحل اليوم". وبحسب بي بي سي أكد علي رضا مير يوسفي، المستشار في وزارة الخارجية الإيرانية، على أن الاتفاق بات لا ينتظر سوى إرادة سياسية، وذلك قبل يوم من الموعد النهائي الثالث الذي يحدد للتوصل إلى اتفاق. وقال مير يوسفي، عبر حسابه على موقع تويتر، إن الاتفاق في المتناول، ولا يحتاج في هذه المرحلة سوى إرادة سياسية. وبيّن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أن المحادثات لن تُمدّد إلى ما بعد انتهاء اجتماعات اليوم الاثنين. ونقلت وكالة رويترز عن مسؤول إيراني بارز - لم تذكر اسمه - قوله إنه: يمكن التوصل إلى اتفاق اليوم، لكن بعض القضايا تنتظر حلا من جانب وزراء الخارجية. وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس: آمل أن نكون أخيرًا في المرحلة النهائية من هذه المفاوضات الماراثونية... أعتقد ذلك. وبحسب روسيا اليوم وصف وزير الخارجية الأمريكي جون كيري اجتماعه مع نظيره الإيراني جواد ظريف السبت بأنه كان "جيدا جدا." لكن ثمة قضايا صعبة تنتظر حلولًا، وفقا لما صرح به كيري. ورجّح مصدر مقرب من وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير التوصل إلى اتفاق نووي تاريخي مع إيران، قائًلا" لم يتبق سوى القليل من العناصر المفقودة لإبرام اتفاق محكم مع إيران. حصيلة هذه المفاوضات المضنية والطويلة وثيقة تتكون من 100 صفحة منها 20 صفحة لنص الاتفاق، و 80 صفحة مقسمة لخمسة ملاحق. بحسب روسيا اليوم، من بين أبرز نقاط الخلاف التي أخرت الاتفاق وجعلته يفوت 3 استحقاقات، مطالبة طهران برفع الحظر المفروض من قبل مجلس الأمن منذ عام 2006 على الأسلحة وعلى برنامجها الصاروخي فور التوصل إلى الاتفاق النهائي، ووتيرة رفع العقوبات الاقتصادية الأخرى، إضافة إلى مسألة تفتيش مواقع عسكرية في إيران، ومطالبة طهران بالإجابة عن أسئلة بشأن أنشطة سابقة مثل الشكوك بشأن اختبارها لصواعق نووية. ومن المنتظر أن يشارك وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف ونظيره الصيني وانغ يي في المفاوضات التي تجرى في العاصمة النمساوية فيينا، وهو ما يشير إلى احتمال حدوث تطور في المباحثات. ويوجد في العاصمة النمساوية بالفعل معظم وزراء خارجية القوى العالمية الستة - الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا والصين وروسيا. وكان من المقرر أن تنتهي المفاوضات في 30 يونيو الماضي، لكنها مددت حتى 7 يوليو ، ثم إلى 10 يوليو والآن إلى 13 يوليو الجاري. بعد تجاوز ما تبقى من عقبات وإبرام الاتفاق، لن يكون متاحًا تنفيذه إلا بعد نيل موافقة الكونغرس عليه، إذ سيعكف على مناقشته خلال 60 يوما، بالإضافة إلى إقراره من قبل البرلمان الإيراني. وشكك في هذا الصدد السيناتور ميتش مكونيل كبير الأعضاء الجمهوريين في الكونغرس في إمكانية إقرار الكونغرس للاتفاق قائلا: اعتقد أنه سيكون من الصعب للغاية تمرير الاتفاق، إذا ما تم، في الكونغرس، زاعمًا أن الاتفاق سيترك إيران دولة على أعتاب امتلاك قنبلة نووية. ويمكن للرئيس الأمريكي استخدام حق النقض إذا صوت الكونغرس ضد الاتفاقية النووية مع إيران، إلا أن جدلا واسعا بين الجمهوريين والديموقراطيين ينتظر مناقشات الكونغرس لهذا المشروع.