بدأت العلاقات بين الولايات المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي تتسم بشئ من الفتور وفقدان الثقة لاسيما وأنّ الخطوات الإضافية التي وعدت بها واشنطن في قمة كامب ديفيد مع قادة الخليج لا تشكل تغيراً في قواعد اللعبة في العلاقات بين لأميركا والخليجي . وبحسب معهد واشنطن فالبيان المشترك فيما يتعلق باتخاذ خطوات محددة تهدف إلى مواجهة نشاطات إيران المزعزعة للاستقرار غامض جداً. و يرى مايكل آيزنشتات ومدير برنامج الدراسات العسكرية والأمنية في معهد واشنطن أنّ الولايات المتحدة تعاني حالياً من نقص في مصداقيتها يهدد مصالحها ويعرّض حلفاءها للخطر، فالخطوات التي اتخذتها في الماضي لطمأنة حلفائها من دول مجلس التعاون الخليجي، والكامنة في نقل الأسلحة، وتواجد متزايد لها في الخارج، ووضع خطوط حمراء، لم تنجح في كثير من الأحيان في تبديد شكوك هؤلاء الحلفاء، وكثيراً ما فاقمت من مخاوفهم. وزاد الطين بلة مع الإعلان فيينا عن التوصل إلى اتفاق نووي بين إيران والقوى العالمية الست اليوم الثلاثاء بعد أكثر من عشر سنوات من المفاوضات المتقطعة لإبرام اتفاق قد يغير ملامح منطقة الشرق الأوسط ويوضح مدير برنامج الدراسات العسكرية والأمنية في معهد واشنطن فأنشطة إيران المزعزعة للاستقرار، هي مصدر القلق الرئيسي لقادة الخليج الذين هم بالفعل قلقون جداً من تزايد النفوذ الإيراني الإقليمي ومن استخدام طهران الأموال التي تحصل عليها بعد التوصل إلى اتفاق نووي طويل الأمد مع مجموعة الخمسة زائد واحد ، عبر تخفيف العقوبات فضلاً عن استخدام إيران لمكانتها كدولة على حافة العتبة النووية من أجل تعزيز أجندتها في المنطقة. وتابع آيزنشتات بالتالي، في ظل غياب العمل على هذه الجبهة، من غير المرجح أن يكون للعديد من الخطوات المعلنة تأثير كبير على النسيج الأوسع للعلاقات بين الولايات المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي، أو على قدرة واشنطن على التأثير على سياسات حلفاء معيّنين من دول مجلس التعاون الخليجي التي تجد أنها تشكل مشكلة. وبينّ مدير برنامج الدراسات العسكرية والأمنية في معهد واشنطن، تعود جذور انعدام الثقة المتزايد بين الجانبين إلى غزو العراق عام 2003 والتصور السائد في معظم أنحاء المنطقة بأن الولايات المتحدة سلّمت العراق الذي كان تاريخياً محكوماً من قبل مجموعة من السنة العرب إلى حد كبير، من خلال عدم الكفاءة أو عن قصد، إلى "الشيعة" وإلى إيران. وأضاف أنّ هذا التصور تعزز من خلال الاعتقاد الشائع في دول مجلس التعاون الخليجي وبين حلفاء إقليميين آخرين بأن إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما، عندما تسلمت مهامها، توددت بلهفة شديدة لأعداء تقليديين مثل إيران على حساب حلفائها التقليديين، وسرعان ما تخلت عن الحلفاء التقليديين مثل حسني مبارك في عام 2011 خلال المراحل الأولية مما كان يسمى بـ "الربيع العربي". وقد تم تقوية هذه الديناميكية المدمرة جراء ميل الإدارة الأمريكية إلى وضع وتطبيق تدابير لطمأنة دول مجلس التعاون الخليجي بطرق مالت إلى تفاقم مخاوفها بدلاً من تبديدها