الكثير من التصريحات المتضاربة تتصدر وسائل الإعلام والصحف بشأن المحادثات الدولية في فيينا والتي تهدف إلى التوصل لاتفاق بين بين القوى العالمية الكبرى وإيران حول برنامجها النووي المثير للجدل بشكل كبير. وتتحدث التقارير الصحافية عن انهيار للمحادثات وانفراجة محتملة في آن واحد، ورغم امتلاك العديد من الدول سلاحًا نوويًا إلى أنّ تسليط الضوء على إيران يثير تساؤلات الرأي العام، ويتسأل جيمس روبنز المراسل الدبلوماسي لبي بي سي لماذا يعتبر منع إيران من امتلاك سلاح نووي بهذه الأهمية؟ وهل السلطات الإيرانية مستعدة بالفعل للالتزام باتفاق مع القوى العالمية. ويرى جون ساورس كبير مفاوضي بريطانيا في الملف النووي الإيراني من عام 2003 وحتى 2007 أنّ إيران إذا حصلت على سلاح نووي، فإنها ستغير من الدينامية في أنحاء الشرق الأوسط، وسيجعلها محصنة ضد أي رد على سلوكها غير المقبول في المنطقة. وأوضح ساورس لـ بي بي سي أنّ التوصل لاتفاق، سيمنح الجميع تطمينات أكبر بكثير من أنّ إيران لن تهرع إلى امتلاك أسلحة نووية، وسيفتح الطريق أمام تقارب إيران وجيرانها العرب وتطوير علاقة طبيعية أكثر. وأشار إلى أنّ التوصل إلى اتفاق مع إيران سيوفر إمكانية لإيجاد وضع مختلف في الشرق الأوسط، لاسيما في هذه اللحظة تعصف به نزاعات العديد منها على أساس (طائفي) بين السنة والشيعة. ورثت القيادة الدينية الجديدة في إيران بعد الثورة برنامجًا للأبحاث النووية، لكنها نفت باستمرار العمل على توسيعه بهدف تصنيع قنبلة نووية. لكن القوى الكبرى لم تقبل بذلك مطلقا، وأشارت في المقابل إلى أن جميع الجهود التي تبذلها إيران لإنتاج يورانيوم عالي التخصيب بهذه الكميات يمكن أن يكون مطلوبا فقط من أجل تصنيع أسلحة بالإضافة إلى السرية والإخفاء المزعوم لكثير من الأنشطة المحظورة بشكل محدد بموجب اتفاقية منع الانتشار النووي الموقعة عليها إيران. وبعد سنوات من الضغوط على إيران من خلال العقوبات والمفاوضات للتحرك قدما، وصلت إيران والقوى الكبرى إلى نقطة قد يكون من المحتمل عندها التوصل لاتفاق. وقالت اريان طبطابي الأستاذة بجامعة جورج تاون الأميركية، الموجودة في فيينا لمتابعة المفاوضات التي يفترض أن تشهد المرحلة الأخيرة في هذا النزاع: في نهاية الأمر فإن المفاوضات تتعلق بالتأكد من أن برنامج إيران النووي سيظل سلميًا، ولتحقيق ذلك فإنها بحاجة لتقديم مجموعة من التطمينات وهذا سيعني أن تخفض إيران من بعض أنشطتها النووية. وأوضحت سيكون على إيران اظهار المزيد من الشفافية للوكالة الدولية للطاقة الذرية للتأكد من أن كل شيء يخضع بشكل جوهري لمراقبة مستمرة مع تعزيز الدخول إلى منشآتها حتى يتسنى للمجتمع الدولي التحقق من أن إيران ستفي بالتزاماتها حتى الآن. أشار البروفيسور علي الأنصاري المؤرخ في شؤون إيران بجامعة سانت اندروز البريطانية إلى طموح آخر وهو استعادة بعض الاحترام الدولي الذي ترى طهران أنها جديرة به ربما يجبرهم على الإلتزام باتفاق نووي مع ايران. ولفت إلى أنّ الإيرانيين يسعون لقدر من الاحترام كدولة ترى نفسها قوى كبيرة، بالتأكيد في المنطقة، لاسيما وأنّ طهران لم تشهد فترة جيدة في القرن الماضي أو ما يقرب من ذلك. وأضاف المؤرخ في الشأن الإيراني لـ بي بي سي أنّ الفخر الحقيقي والإنجاز، أنهم طوروا ما اعتبروه صناعة نووية محلية، لاسيما مع تأكيدات البعض أنه لا يمكن لحكومة إسلامية تحقيق تقدم علمي. وشكك البروفيسور الأنصاري في إمكانية التوصل لاتفاق وحتى في حال التوصل لاتفاق، فهناك شكوك في أنه قد يصمد.