يسود قلق في السعودية إزاء الاتفاق النووي مع إيران، عدوتها اللدودة في المنطقة، وفتور العلاقات مع واشنطن بسبب التقارب الأمريكي الإيراني وتخشى السعودية أن تقوى شوكة إيران، التي أصبح نفوذها وتأثيرها يكاد لا يغيب عن دولة في منطقة الشرق الأوسط. بيد أنّ القيادات السعودية فضلت قيادتها رسميًا الالتزام بالصمت، بعد الاعلان عن اتفاق نهائي مع ايران حول برنامجها النووي. نقلت وكالة رويترز عن مسؤول سعودي لم تكشف عن هويته القول: سيكون يومًا سعيدًا للمنطقة إذا منع الاتفاق طهران من امتلاك ترسانة نووية، لكنه سيكون سيئًا إذا سمح لطهران بأن تعيث في المنطقة فسادًا. وأضاف المسؤول أنّ إيران زعزعت استقرار المنطقة كلها بأنشطتها في العراق وسوريا ولبنان واليمن، مشددًا بأنه إذا منح الاتفاق تنازلات لإيران، فإن المنطقة ستصبح أكثر خطورة. ويرى مراقبون أن السعودية هي الخاسر الأكبر في المنطقة من الاتفاق الدولي حول النووي الإيراني، خاصة وأن إيران لن تُحرم من مواصلة أنشطتها النووية. الأمر الذي سيفتح الباب أمام سباق التسلح النووي في المنطقة. وبحسب دويتش فليه يفسر الخبير في شؤون الشرق الأوسط خطار أبو دياب، الموقف السعودي الرافض لأي اتفاق نووي مع إيران بخوف الرياض من أن تتحول طهران إلى الحليف الاستراتيجي لواشنطن في المنطقة. ويقول في حوار مع وكالة الأنباء الألمانية أنّ المخاوف هي بالأساس من قبل القوة الإقلمية الأخرى في الخليج ، المملكة العربية السعودية من أن يمهد هذا الاتفاق لكي تصبح إيران الشريك للولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة، أي بمعنى ما لم يتمكن من تحقيقه شاه إيران في الماضي من أن يصبح الشرطي الإقليمي في الخليج، قد تنجح في تحقيقه الجمهورية الإسلامية. وهذا من شأنه أن يكون على حساب موقع السعودية لدى واشنطن. ويقول أبو دياب لاحظنا في السنوات الأخيرة أن السعودية بدأت بالفعل بالعمل مع فرنسا وروسيا للحصول على مفاعلات نووية". ويبرر السعوديون أنفسهم، رفضهم لأي اتفاق مع إيران بسياستها العدائية إزاء بلادهم. وبحسب دويتش فليه قال الكاتب السعودي، جمال خاشقجي، المقرب من دوائر صنع القرار فى المملكة، في تغريدة على موقع توتير: لولا سياسة إيران العدائية لاستوجب الاتفاق ترحيبًا سعوديًا، ولكن الواقع يفرض عليها أن تعارضه وتضغط دوليًا ضد كل تفاصيله، بل تعطله إن أمكن. يذكر أن السعودية وعدة دول سنية عربية تتهم إيران بتقديم الدعم لجماعة الحوثي التي سيطرت على مناطق واسعة من اليمن وللشيعة في البحرين التي يحكمها السنة، وإن كانت طهران تنفي تسليح الحوثيين أو تشجيع الشيعة على الاحتجاج في البحرين.