اثار الاتفاق النووي الايراني الأمريكي حول البرنامج ايران النووي العديد من التساؤلات والمخاوف في ذات الوقت. بما انه يضع حدا لأكثر من 35 سنة من الجفاء والعداء العلني بين البلدين كما انه يضع علاقات الولايات المتحدة مع دول كبرى في المنطقة كالسعودية مثلا محل تساؤل ويفتح الباب على عدد من الفرضيات. فهل غيرت الولايات المتحدة الامريكية بالفعل سياسة تحالفاتها في المنطقة.
لعل ما يعزز مخاوف الدول الخليجية أكثر من ان الولايات المتحدة تتجه لعقد تحالف جديد مع ايران اشادة الرئيس الامريكي باراك اوباما ب"التقدم التاريخي" الذي حققته واشنطن وايران وترحيب نظيره الايراني حسن روحاني بفتح "صفحة جديدة" في علاقات ايران مع العالم. رغم أن اوباما لم يخفي "الخلافات العميقة" التي لا تزال قائمة مع دولة ايرانية "مزعزعة للاستقرار"، اكان الامر يتعلق بانتهاك حقوق الانسان او برنامج الصواريخ البالستية او ادراج طهران على القائمة الاميركية السوداء "للدول الداعمة للإرهاب".
وهو ما ترجم بقرار الخزانة الاميركية فرض عقوبات جديدة على ايران بسبب برنامجها للصواريخ البالستية. وبين الموقفين لا يخفى على أحد التغيير الكبير في لهجة الحوار بين البلدين بعد ان عدلت ادارة اوباما عن وصف ايران ب "محور الشر"، كما كف نظام الملالي على وصف الولايات المتحدة ب"الشيطان الاكبر. منجانبه يفسر جوزيف باحوط الباحث في مؤسسة كارنغي في هذا التغيير على "انه في العمق ايران هي ورقة اوباما". كما صرح الخبير لوكالة فرانس برس ان هذه الادارة "تعتقد بان ايران شريك طبيعي للمستقبل".
وفيما يرى مسؤول أمريكي ان الحرب الدامية في سوريا كانت من بين عوامل التقارب بين البلدين حيث يقول "حتى وان كان لدينا خلافات عميقة مع ايران حول سوريا نود ان نرى ما اذا كانت ترغب في المشاركة بصورة بناءة في المواضيع الاقليمية وما اذا ما كانت تدرك انه لن يتم تسوية الحرب الاهلية طالما ان (الرئيس) بشار الاسد في السلطة". يعتقد إختصاصيون ان ادارة اوباما تأمل في ان يسمح لها هذا الاتفاق ب "اعادة توازن" في الشرق الاوسط لصالح طهران في مواجهة الرياض، ولوضع حد للنزاعات في سوريا واليمن ولبنان حيث تتواجه ايران والسعودية بشكل غير مباشر.