2015-10-10 

الدرس الذي لم يتعلمه خامنئي من الملك سلمان

من لندن، علي الحسن

في الوقت الذي تحاول فيه إيران هدم الفكر السني واللغة العربية على أرضها، تحاول السعودية فرض صيغتها المدنية من التعايش الطائفي، وذلك بتشجيع من الحكومة الملكية نفسها. وسبق وأمر العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز بمعاملة ضحايا تفجير مسجد العنود المخصص للطائفة الشيعية مثل معاملة رجال الأمن، بل منحهم نوط الشجاعة الذي يمنح عادة للعسكريين، وهو التشريف الذي لن يحصل عليه أي سني في الجمهورية الإيرانية، التي يتولى شؤونها من النور والظلال أية الله خامنئي. وبينما يعاني السنة، والأقليات الاخرى، في إيران الفارسية من التهميش، ما أفقدهم اهم مقومات الحياة، بل حتى النطق باللغة العربية، يعيش الشيعة السعوديون في انسجام تام تحت مظلة الحكومة التي تحميهم من الهجمات الإرهابية. وعلى الرغم من التجييش التحريضي لبعض شيوخ الصحوة ضد الطوائف السعودية الا انه ظل محدودا وتعمل الحكومة والطائفة الشيعية على التعاون لمنع موجة هجمات انتحارية، يمكن أن تجر البلاد الى مستنقع العنف الطائفي الذي فتت العراق الكبير، وقد يلتهم الخارطة العربية قريبا. وتمارس الحكومات الإيرانية أعتى ألوان القمع لهذا لشعب الأحواز العربي بمختلف تنوعاته، من تجفيف الروافد وغلق المراكز الثقافية وعدم تدريس اللغة العربية. وفي 18 يونيو 2012، تم إعدام ثلاثة نشطاء من العرب الأحوازيين- من بين خمسة محكوم عليهم بالإعدام رغم المناشدات الدولية الرافضة لذلك من قبل حكومة طهران. وفي تقرير مجلس حقوق الإنسان بالإمم المتحدة لحالة حقوق الانسان في "ايران" في مارس 2014. قال المقرر الخاص للامم المتحدة لحالة حقوق الانسان في ايران احمد شهيد،هناك رسائل مقلقة خاصة فيما يتعلق بازدياد الاعدامات وعدم السماح بانشاء منظمات المجتمع المدني ومنظمات حقوق الانسان وهناك تشدد الرقابة على الصحف. مبديا قلقه ازاء تدهور اوضاع حقوق الانسان في خارطة بما تسمى ايران بشكل مقلق للغاية معربا عن استياءه ازاء تزايد الاعدامات العشوائية. ومما جاء في كلمة شهيدامام مجلس حقوق الانسان حول اضطهاد الشعب العربي الاحوازي أنه تم اعدام شعراء وأدباء ومثقفين خلال التسع أعوام الماضية وفقًا لموقع منظنة حقوق الإنسان بالامم المتحدة. وكان للقضية الاحوازية عموما وقضية الاعدامات بحق الناشطين العرب الاحوازيين بشكل خاص صدى واسعا وتأثير كبير جدا . وقد تعاطفت دول كثيرة واهمها بريطانيا وامريكا مع الشعب العربي الاحوازي وادانت الاعدامات الاخيرة وطالبت السلطات الايرانية باحترام حقوق القوميات بما فيها الشعب العربي الاحوازي. وقالت مندوبة الولايات المتحدة الامريكية بان العرب الاحوازيين والاكراد والآذريين مازالوا يعانون من الاضطهاد والتمييز . كما قالت مندوبة المملكة المتحدة: "إننا نؤيد بيان الاتحاد الاروبي ونشكر الدكتور شهيد ونتطلع الى تجديد ولايته وتقرير الدكتور شهيد واضح عن انتهاكات حقوق الانسان ونشعر بخيبة امل ". واضافت، قلقون ازاء ازدياد عمليات الاعدام وعلى ايران ان تحظر عقوبة الاعدام بحق القصر والجرائم التي لا تنطبق على هذه العقوبة، كما ندين المعاملة السيئة والاضطهاد ضد الاقليات الدينية والعرقية.

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه