الفرنسية - سعى القادة السعوديون الأربعاء في أثناء زيارة وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر إلى جدة للحصول على تطمينات بشأن الاتفاق النووي الذي ابرمته الدول الكبرى مع ايران مقابل رفع العقوبات عنها. وبحسب الفرنسية قال كارتر للصحافيين على متن طائرته :لقد أبدى كل من الملك سلمان بن عبدالعزيز ووزير الدفاع السعودي محمد بن سلمان تأييدهما للاتفاق مع ايران. وأضاف بعد زيارته التي استغرقت قرابة أربع ساعات أنه خلال لقائه مع الملك سلمان "كانت التحفظات الوحيدة التي ناقشناها هي تلك التي نتقاسمها عمومًا وخصوصًا أننا سنحرص على التحقق من تطبيق الاتفاق. ويسعى كارتر الذي زار جدة في إطار جولة إقليمية، لتهدئة مخاوف حلفاء الولايات المتحدة من أن تكون ايران ما زالت قادرة على تطوير سلاح نووي بالرغم من اتفاق ابرمته في يوليو الجاري مع دول مجموعة 5+1 الكبرى بقيادة واشنطن. وأجرى كارتر مباحثات مع الملك سلمان ونجله ولي ولي العهد محمد بن سلمان الذي يتولى وزارة الدفاع. واعتبر رئيس مجلس ادارة مركز الشرق الاوسط للدراسات الاستراتيجية والقانونية في جدة أنور عشقي أن كارتر سيسعى إلى تطمين دول الخليج والسعودية تحديدا بان الولايات المتحدة لن تسمح لايران بالقيام باي زعزعة للاستقرار في الشرق الاوسط". وأضاف أن السعودية سوق تعبر عن خططها لمواجهة اي تطور في الموقف الايراني، وتعزز دفاعاتها وكيفية مواجهة ايران اذا ما وظفت نتائج الاتفاق لمزيد من العمليات (المخلة بالاستقرار) في المنطقة. وأشار مصدر غربي إلى أن السعودية واسرائيل تبديان المخاوف نفسها ازاء الاتفاق وصرح المصدر أن السعوديين كذلك "يعتبرون الأمر خطأ" لكنهم لا يقولونها بشكل علني كما يفعل الاسرائيليون. وتبدي الدول الخليجية السنية مخاوف تجاه الاتفاق مع ايران، خصمها اللدود، معتبرة ان هذه الصفقة ستزيد قوة ايران الشيعية المتهمة بالتدخل في العراق وسوريا ولبنان واليمن، وانها قد لا تمنعها من تطوير السلاح النووي. في 14 يوليو وافقت طهران على تفكيك غالبية منشآتها النووية مقابل رفع العقوبات الدولية التي تخنق اقتصادها بصورة تدريجية والتي يمكن اعادة فرضها في حال انتهاك ايران للاتفاق، في الية تخضع لمراقبة دولية انهت ازمة دولية مستمرة منذ 13 عاما وسيؤدي الاتفاق الى زيادة صادرات النفط الايرانية وانهاء تجميد مليارات الدولارات. في يونيو اعلنت فرنسا والسعودية عن بدء دراسة جدوى لبناء مفاعلين نوويين في المملكة. وابرمت السعودية اتفاقات هذا العام مع روسيا وكوريا الجنوبية حول استخدامات مدنية للطاقة النووية. الى جانب مشاريعها النووية تبني الرياض تحالفات ابعد من علاقاتها مع واشنطن لمواجهة طهران، في اطار سياسة خارجية اكثر رسوخا اعتمدت بعد تولي الملك سلمان العرش في يناير. بعد شهرين شكلت المملكة ائتلافا عربيا بقيادتها لشن غارات على مواقع المتمردين الحوثيين الشيعة الذين سيطروا على اراض واسعة في اليمن المجاور. ومنذ نهاية العام الماضي تشارك السعودية في ائتلاف واسع بقيادة اميركية يشن غارات على مواقع تنظيم الدولة الاسلامية الذي سيطر على مناطق شاسعة في العراق وسوريا. وقال كارتر ان المباحثات شملت كذلك التعاون العسكري الذي يشمل تدريب القوات الخاصة السعودية والامن المعلوماتي والدفاع المضاد للصواريخ.