بين تقارير صحفية وأخرى رسمية غير مؤكدة تزداد الشائعات حول وفاة زعيم حركة طالبان الملا محمد عمر . حيث أعلنت السلطات في كابول مساء الاربعاء وفاة الملا عمر قبل عامين تقريبا في احد مستشفيات كراتشي بجنوب باكستان بحسب وكالة بي بي سي. وبحسب وكالة رويترز لم تعلق طالبان على هذه المزاعم التي أطلقتها مصادر حكومية رفيعة واستخباراتية. بينما أكدت الحركة الخميس بحسب وكالة الأنباء الفرنسية "عدم تبلغها" ببدء جولة جديدة من مفاوضات السلام في نهاية يوليو الحالي . واعلنت الحركة في بيان نشرته على موقعها الالكتروني "وسائل الاعلام تنشر معلومات حول انعقاد مفاوضات سلام قريبا جدا (...) في الصين او في باكستان"، واضافت "مكتبنا السياسي (...) لم يتبلغ بالعملية". ولم تدل باي تعليق حول معلومات بوفاة زعيمها الملا عمر. من جانبه، أكد البيت الأبيض على لسان الناطق باسمه اريك شوليتز "مصداقية" التقارير بشأن وفاة الملا عمر. وبحسب بي بي سي من المتوقع أن تصدر حركة طالبان تصريحا بهذا الشأن خلال وقت قصير. كما أكد جهاز المخابرات الافغاني على وفاة الملا عمر منذ سنتين. وقال الناطق باسم المخابرات الافغانية حسيب صديقي الاربعاء إن "الملا عمر توفي في مستشفى بكراتشي في نيسان / ابريل 2013 في ظروف غامضة." وكان المتحدث باسم الرئيس الأفغاني أشرف غني قد أشار إلى أن التقارير ستأخذ على محمل الجد هذه المرة للتحقق من صحتها. وقال سيد ظافر هاشمي "سنعلن النتيجة لوسائل الإعلام وللشعب الأفغاني فور ثبوت صحتها". وتزايدت الشائعات حول وفاته قبل يومين من بدء جولة ثانية من المحادثات المقررة بين كابول وحركة طالبان. وكانت الجولة الاولى جرت قرب العاصمة الباكستانية اسلام اباد مطلع يوليو. وبحسب وكالات أنباء دولية فإن آخر رسالة نسبت للملا محمد عمر تعود الى منتصف يوليو بمناسبة عيد الفطر عندما عبر عن دعمه لمحادثات السلام التي تجري بين الحركة والحكومة الافغانية، معتبرا انها "شرعية". ولكن البيان صدر مكتوبا ونشر على الموقع الالكتروني للحركة دون أن يكون مصحوبا بتسجيل صوتي أو فيديو وهو ما أجج شائعات وفاته. يذكر ان تقارير تعلن موت الملا عمر صدرت أكثر من مرة في الماضي، ولكن هذه هي المرة الأولى التي يجري فيها التحقيق من جانب الحكومة الأفغانية. وتفيد مصادر متطابقة ان الملا عمر لجأ الى باكستان بعد سقوط نظام طالبان عام 2001. وبحسب وكالة الأنباء الفرنسية يفترض ان تستأنف هذه المفاوضات بين كابول والمتمردين بعد يومين في باكستان. ويشترط المتمردون الافغان قبل اي مفاوضات سلام انسحاب جميع الجنود الاجانب الذين قاموا بطردهم من السلطة في 2001 ويدعمون الحكومة الموالية للغرب في كابول، من افغانستان. وكان الملا محمد عمر قد قاد الحركة الى النصر على الميليشيات الافغانية المنافسة في الحرب الاهلية التي تبعت انسحاب القوات السوفييتية من افغانستان. وكان تحالفه مع زعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن هو السبب الذي دفع بالولايات المتحدة الى غزو افغانستان على رأس تحالف دولي في عام 2001 بعيد هجمات سبتمبر في نيويورك وواشنطن. وهرب الملا عمر آنذاك إلى باكستان، فيما اعلن الامريكيون عن مكافأة تبلغ 10 ملايين دولار لمن يقبض عليه. ودأبت الحركة على نشر رسائل قالت إنها منه بين الفينة والأخرى. ويقول محللون لبي بي سي أن ندرة ظهور الملا عمر أدى إلى انشقاقات كبرى في الحركة أنضم أغلبهم إلى تنظيم الدولة الإسلامية.