دحضت زيارة ولى ولى العهد وزير الدفاع السعودى الأمير محمد بن سلمان إلى القاهرة ما ذكرته تقارير متزايدة عن موجة من البرودة تهب على العلاقات المصرية ــ السعودية، فجاءت الزيارة لتبرهن أنّ عمق التحالف بين القاهرة والرياض يتجاوز حدود الخلافات التى تطرأ بينهما من وقت إلى آخر. لا تبدو هذه الخلافات مؤثرة بشكل جذري على العلاقة بين مصر والسعودية، حيث شددت القاهرة والرياض على قوة العلاقات بينهما ومتانتها، وأعلنتا تطوير التعاون العسكري، وتجديد دعم مشروع إنشاء القوة العربية المشتركة الذي سيناقشه وزراء الدفاع والخارجية خلال اجتماع في مقر الجامعة العربية الشهر المقبل. وبحسب وكالة الأنباء السعودية لم ينتهي اللقاء بذلك بل خلص إلى صدور «إعلان القاهرة» الذي أكد تعزيز التعاون المشترك والاستثمارات في مجالات الطاقة والربط الكهربائي والنقل، وتحقيق التكامل الاقتصادي بين البلدين والعمل على جعلهما محوراً رئيساً في حركة التجارة العالمية، وتكثيف الاستثمارات المتبادلة بهدف تدشين مشاريع مشتركة، إضافة إلى تكثيف التعاون السياسي والثقافي والإعلامي بين البلدين لتحقيق الأهداف المرجوة في ضوء المصلحة المشتركة، ومواجهة التحديات والأخطار التي تفرضها المرحلة الراهنة، وتعيين الحدود البحرية بين البلدين. وبحث ولي ولي عهد المملكة وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في القاهرة ، في عدد من الملفات الإقليمية وتعميق العلاقات بين البلدين. واستقبل الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي ولي ولي العهد السعودي استقبالًا حافلًا وتبادلا حوارًا باسمًا، وسعى إلى نفى الشائعات عن وجود خلافات بين البلدين قائلًا: إن مصر والسعودية هما جناحا الأمن القومي العربي، مؤكداً أن الدول العربية لن ترانا إلا معاً. وبحسب رويترز أكد السيسي خلال احتفال تخريج دفعات عسكرية أقيم في الكلية الحربية في القاهرة، أن مشاركة الأمير محمد بن سلمان في الاحتفال رسالة قوية جداً إلى شعبينا ورسالة إلى دول الخليج أننا دائماً مع بعضنا بعضاً... وتدليلاً على عزم أكيد وإرادة مشتركة لاستمرار العلاقات الأخوية بين البلدين والشعبين الشقيقين، والارتقاء بها إلى آفاق أرحب ومستوى أكثر تميزاً. وأضاف: من المهم جداً أن نعلم أنه في الوقت الحالي الذي تمر به منطقتنا العربية، نحن أحوج ما نكون إلى أن نكون معاً لأن التحديات والتهديدات كثيرة، ولا يمكن أبداً أن نستطيع أن نتغلب على تلك التحديات ونتصدى لها إلا معاً... مصر والسعودية هما جناحا الأمن القومي العربي، ومعا نستطيع أن نجابه تلك التحديات، لذلك فهذه رسالة قوية وواضحة لنا جميعاً، ليس فقط في مصر والسعودية، وإنما إلى دول الخليج والدول العربية. لن ترونا إلا معاً. بعدها عقدت في قصر الاتحادية الرئاسي جلسة محادثات ثنائية، تلاها اجتماع موسع بحضور وفدي البلدين الذي ضم وزيري الخارجية سامح شكري وعادل الجبير الذي قال في مؤتمر صحافي عقب اللقاء إن القاهرة والرياض «تتمتعان بعلاقة قوية وهناك رغبة بين قيادات البلدين لتعزيز وتكثيف هذه العلاقات الاستراتيجية. هذا الاجتماع اقر أسساً للرؤية التي وضعها خادم الحرمين الشريفين والرئيس المصري لآلية نقل العلاقات بين البلدين إلى آفاق استراتيجية جديدة، ونتطلع إلى البدء قدماً في كل المجالات التي تم الاتفاق عليها لتكون بداية لنقلة في العلاقات. ورأى أنه بعد هذا الاجتماع فإن جناحي الأمة العربية والإسلامية يرفرفان خدمة للشعوب العربية والإسلامية وحمايتها من أي عدوان. وأوضح الناطق باسم الرئاسة علاء يوسف أن الرئيس أكد أن مصر كانت وستظل دوماً عوناً لأشقائها ومدافعاً عن الحقوق العربية، وأن أمن منطقة الخليج العربي خط أحمر بالنسبة إلى مصر وجزء لا يتجزأ من أمنها القومي. بحسب واس أوضح وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره المصري بالقاهرة، إن هناك رغبة بين البلدين وتوجهات لتعزيز وتكثيف العلاقات الثنائية والاستراتيجية والتاريخية. وأشار الجبير إلى أنه تم وضع آلية لنقل العلاقات بين البلدين إلى آفاق جديدة، وبخاصة في مجال الطاقة والكهرباء، والثقافة والأمن العسكري، فضلا عن تكثيف التعاون العسكري بين البلدين، والعمل على تفعيل القيادة العربية المشتركة وبحسب واس بعث برسالة إلى خادم الحرمين الشريفين لدعوته إلى زيارة مصر، معتبراً أن الزيارة ستكون فرصة مميزة لتأكيد متانة العلاقات بين البلدين وإرساء قواعد انطلاقة كبرى للعمل المشترك في مواجهة التحديات الإقليمية.