2015-10-10 

هل ينجح العائدون من داعش في كشف حقيقة التنظيم؟

من القاهرة، حسين وهبه

أسطورة داعش هذا أقل مايمكن أنّ يوصف به التنظيم العجيب الذي ظهر فجأة بادعاء انتمائه للاسلام، ونجح في السيطرة على معظم محافظات العراق ويتوسع في سوريا فضلًا عن بعض الأعمال الإرهابية التي يتبرأ منها الإسلام في دول الخليج والمغرب العربي، ومصر فضلًا عن تركيا وعدد من الدول الغربية. وتقود الولايات المتحدة الأميركية ضده حملة مكونة من تحالف عدد كبير من الدول العربية والغربية إلا أنها حتى الآن لم تنجح في ردعه أو هزيمته، أو حتى في زحف الشباب الغربي قبل العربي إليه وتقدر السلطات الألمانية أنّ أكثر 700 من الألمان سافروا للمشاركة في الجهاد المزعوم، بينما يتوقع آخرون مثل أحمد منصور، المتخصص في علم النفس والخبير في شؤون الإسلام، أن عدد الجهاديين الألمان في المناطق التي تسيطر عليها داعش يصل إلى ألفي شخص ويعول الخبراء على العائدين من داعش أهمية كبيرة في منع استقطاب التنظيم لشباب جدد بالكشف عن ما شاهدوه في سوريا من فظائع، فالتائبون يمكنهم زرع التشكك لدى الراغبين في الالتحاق بداعش. ويرى بيتر نويمان الباحث في شؤون التطرف ب"كينجز كوليدج" في لندن أن النماذج التي تتحدث عن تجربتها مع التنظيم يمكن أن تدفع بآخرين للحديث عن تجربتهم للعموم. وبحسب وكالة الأنباء الألمانية قال في حوار مع القناة الألمانية الأولى (ARD) "هناك الكثير من العائدين من سوريا والعراق أصابتهم خيبة ألم كبيرة ويودون التعريف بقصتهم مع التطرف لكنهم يتخوفون من العواقب. ويتابع الخبير في شؤون التطرف: دائما ما يعطى الانطباع بأن كل الذين يذهبون إلى هناك سعداء بشكل بالغ، ولديهم عزيمة شديدة، ومتحفزون، وليسوا مرتبكين في موقفهم، أو إنهم على يقين تام بأيدلوجية ما. وأسطورة العزيمة والترابط هذه، هي ما تحطم نفوس هؤلاء التائبين، وهذه مسألة يعرفها تماما المتواجدون منهم في مناطق داعش. وبحسب وكالة الأنباء الألمانية تعتقد سوزانه شروتر، الخبيرة في شؤون الإسلام في فرانكفورت أن التائبين المصابين بخيبة أمل لهم دور مهم في مكافحة سفر الجهاديين الشباب إلى سوريا. وتقول: من كان يريد أن يصبح مجاهدا وجد نفسه يغسل السيارات ومن كانت تبحث عن أمير أحلامها للزواج وجدت نفسها في سلك الدعارة. وتظيف أنه لو أن هؤلاء العائدون تحدثوا عن الأوضاع الفعلية في التنظيم لتلطخت الصورة المنمقة للدعاية إليها ببقع قبيحة. وأعربت الأستاذة الجامعية في فرانكفورت في مقابلة مع دويتش فليه عن اعتقادها بأن ما قد يجذب الشباب إلى الجهاد خصوصا هو وجود فكرة مشروع كبير يغير العالم جذريًا، بشرعية إلهية ويحتاجه كل رجل وامرأة. يعتبر الخبير في الدراسات الإسلامية والعلوم السياسية الدكتور مروان أبو طعم والذي يعمل لدى مكتب مكافحة الجرائم في ولاية راينلاند بفالتس الألمانية، أن القصص الوهمية تشكل منحنى أساسي في عملية التطرف . يوضح "هؤلاء الشباب يتطلعون أصلا إلى لعب دور في هذا المجتمع، ومن جهة أخرى يتضامنون بشكل قوي جدا مع بعض التطورات السلبية في سوريا والعراق وغيرهما، مضيفًا ومن هنا لدينا جبهتان للعمل: إحداهما جبهة سياسية محلية، إذ يجب علينا أن نمكن هؤلاء الشباب من المشاركة وأن نوضح لهم أنهم يستطيعون ذلك، أما الجبهة الثانية فهي خارجية، حيث يجب علينا أن نعمل بشكل أكبر على إنهاء الحروب من خلال حلول غير عسكرية" إلا أنّ العائدين يخاون من التحدث والافصاح عما شاهدوه وهو ماثبتته أقوال المتهم أيوب ب، والتي أدلى بها أمام الشرطة الألمانية، وذكرتها قناة "إن دي آر"، حيث قال: "اتباع داعش يعتبروني خائنًا، ولو مسكونيي لذبحوني، فقد ذكروا أنه غير مسموح لأحد من القادمين من فولفسبورغ العودة إلى ألمانيا، حتى لا يفسدون الدعاية و الاستمرار في جذب عناصر جديدة إلى هناك.

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه