وصل وزير الخارجية الاميركي جون كيري اليوم الإثنين الى قطر الاحد لاجراء محادثات مع نظرائه الخليجيين، في المرحلة الثانية من جولة اقليمية لطمأنة حلفاء بلاده حيال الاتفاق مع ايران حول برنامجها النووي. ووصل كيري الى الدوحة وافدا من القاهرة بعد زيارة مصر في نهاية الاسبوع للتاكيد لنظيره المصري سامح شكري والرئيس عبد الفتاح السيسي ان الاتفاق التاريخي مع ايران سيعزز الامن في الشرق الاوسط. وبحسب وكالة رويترز للأنباء قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري يوم الاثنين إن الولايات المتحدة وحلفاءها العرب في الخليج يتعاونون لمواجهة محاولات لزعزعة الاستقرار في المنطقة. وقال كيري بعد اجتماع مع وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي في قطر إنه ونظراءه اتفقوا على أنه بمجرد تطبيق الاتفاق بالكامل فإنه سيسهم في أمن المنطقة. لكنه في اعتراف واضح بقلق دول الخليج العربية من أن يميل ميزان القوة الإقليمي نحو إيران قال كيري إن المناقشات شملت أيضا "تعاوننا في مكافحة أنشطة زعزعة الاستقرار التي تحدث بالمنطقة." وتشعر العديد من دول الخليج العربية بالقلق من أن يؤدي الاتفاق الذي وقعته إيران في 14 يوليو تموز الماضي مع الولايات المتحدة وقوى دولية أخرى لانفراجة بين طهران وواشنطن وتمكين إيران من دعم مجموعات مسلحة حليفة لها في المنطقة. وقال كيري في مؤتمر صحفي بالعاصمة القطرية الدوحة "اليوم ناقشت أنا ونظرائي الخطوات التي سنقوم بها وكيف ننوي بناء شراكة أقوى وأكثر قدرة على الاستمرار وأكثر استراتيجية مع التركيز بشكل خاص على تعاوننا في مجال مكافحة الإرهاب والأعمال المسلحة." وقال الوزير الأمريكي إن الوزراء ناقشوا أيضا الدفاعات الصاروخية والإسراع في نقل الأسلحة. كما سيشمل التعاون بين الولايات المتحدة والدول العربية الخليجية تبادل المعلومات المخابراتية وتدريب قوات خاصة. من جانبه وفقًا لوكالة الأنباء الألمانية دويتش فيله قال وزير الخارجية القطري خالد العطية إن دول الخليج العربية واثقة من أن الاتفاق النووي التاريخي بين إيران والقوى العالمية يجعل منطقة الخليج أكثر أمنا. وأضاف عقب محادثات بين وزراء خارجية دول الخليج العربية ووزير الخارجية الأمريكي أنه على ثقة بأن ما فعلوه سيجعل هذه المنطقة أكثر أمنا واستقرارا. وترأس قطر الدورة الحالية لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الذي يضم السعودية والإمارات وعمان وقطر والبحرين والكويت. والشهر الماضي اتفقت القوى الدولية الست على رفع عقوبات عن إيران مقابل تقليص برنامجها لتخصيب اليورانيوم الذي يشك الغرب في أنه يهدف لتطوير قنبلة ذرية بينما تقول طهران إنه لأغراض توليد الطاقة السلمية فحسب. ويلتقي كيري في العاصمة القطرية الاثنين نظراءه في دول مجلس التعاون الخليجي لتهدئة مخاوفهم الناتجة عن الاتفاق النووي الذي ابرمته الدول الكبرى مع ايران في 14 تموز/يوليو في فيينا. وقال كيري خلال مؤتمر صحافي عقده مع سامح شكري في القاهرة، المحطة الاولى في جولة تهدف الى حشد التأييد للاتفاق، "لا شك على الاطلاق في انه اذا تم تطبيق اتفاق فيينا بالكامل، فانه سيجعل مصر وجميع دول المنطقة اكثر امانا مما كانت قبله". وتخشى دول الخليج طموحات ايران الاقليمية لكن الرياض اعلنت رسميا تأييدها للاتفاق. وتابع الوزير الاميركي في ختام "الحوار الاستراتيجي" الاميركي المصري الذي جرى للمرة الاخيرة في 2009، ان "الولايات المتحدة ومصر تقران بان ايران تقوم بانشطة تزعزع الاستقرار في المنطقة، ولذلك من المهم للغاية ان نضمن ان يبقى برنامج ايران النووي سلميا بالكامل". وصرح مسؤول في الخارجية الاميركية لوكالة الأنباء الفرنسية ان زيارة كيري للدوحة هي "فرصة فعلية كي يعمق وزير الخارجية النقاش مع نظرائه في مجلس التعاون الخليجي للرد على اي سؤال متبق ولطمأنتهم وضمان دعمهم لجهودنا في المضي قدما". واعرب الكثير من دول الخليج عن المخاوف حيال طموحات ايران الاقليمية في اعقاب الاتفاق مع الدول العظمى في مجموعة 5+1 (الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا والصين والمانيا). وفي طهران اعتبر الرئيس الايراني حسن روحاني ان الاتفاق النووي مع القوى الكبرى سيخلق "مناخا جديدا" لتسوية الازمات الاقليمية مثل اليمن وسوريا. وقال روحاني في خطاب متلفز الاحد "سنشدد على مبادئنا في المنطقة، الا انه من المؤكد تماما ان الاتفاق النووي سيخلق مناخا جديدا لتسويات سياسية اكثر سرعة" للازمات في المنطقة. كما شدد على "ان الحل في النهاية سيكون سياسيا في اليمن، وفي سوريا ايضا الحل سيكون سياسيا في النهاية. ان الاجواء ستكون افضل قليلا للتحركات التي سنقوم بها، كما سنحافظ على مبادئنا". في الدوحة سيعقد كيري كذلك اجتماعا ثلاثيا مع نظيريه الروسي سيرغي لافروف والسعودي عادل الجبير لبحث النزاعين في سوريا واليمن بحسب الخارجية الاميركية. وافاد مسؤول في الخارجية ان "احدى نقاط النقاش الرئيسية ستكون الازمة الجارية في سوريا".