كتبت صحيفة الجارديان البريطانية مقال عن الخطر الذى يهدد النفط السعودي، والجهود المضنية التي يبذلها العاهل السعودي الملك سلمان للحفاظ على ثروات بلاده رغم الظروف الاستثنائية التي تعيشها المملكة في الوقت الراهن. وأكد المقال أنّه عندما أطاحت الثورات الشعبية بالحكام فى مصر وتونس، اهتزت أواصر الأنظمة فى العالم العربى، ويتجلى هذا الأمر بشكل أكبر من موقف المملكة العربية السعودية من الأحداث في المنطقة. فمنذ ما يقرب من خمس سنوات شعرت الرياض بهذا الخطر الذى يهدد العالم العربى ؛ حتى إنها كانت يد العون لمصر فى استعادة النظام، ولكن بدأت موجة من الضغوط الاقتصادية تواجه قادة المملكة الغنية بالنفط، فقد أعلنت الأخبار هذا الأسبوع أن الحكومة السعودية بصدد جمع أكثر من 27 بليون دولار من مبيعات السندات ؛ الأمر الذي يومىء بكم الضغوط الاقتصادية . فلأكثر من نصف قرن تقريبًا ، كان نموذج الأعمال التجارية فى المملكة العربية السعودية بسيط ومحدود نسبيًا حيث تمثل فى : النفط ؛ حيث تتباهى وتفتخر السعودية بامتلاكها 10 % من احتياطى العالم؛ الأمر الذى جعل منها دولة غنية وثرية . هذا العامل البسيط ذو التأثير الهائل قد تم استغلاله فى دعم الانفاق، وبناء قطاع عام ضخم ، والبلدات والمدن ذو الطابع العملى ، وإعطاء مواطنيها قدر ضئيل من حق الاحتجاج. ثمانية أشهر فى ظل عهد العاهل الجديد – الملك سلمان – ولا يزال النفط يتدفق بكميات هائلة وضخمة، ولكن مع الانخفاض المستمر والمتوالى فى أسعار النفط العالمية والذى من غير المرجح أن يتعافى ويعود لمعدلاته المرتفعة لمدة عامين على الأقل ؛ تدهور وضع الإيرادات . وفضًلا عن امتلاك المملكة احتياطى أجنبى والذى يعتقد أنه انخفض بنسبة تقع بين 100 بليون دولار إلى نحو 630 بليون دولار فى العام الماضي، والتى تم استغلالها فيردع الحوثيين في اليمن، ومجهودات مضنية لدعم الحلفاء . تبقى المملكة مستقرة وسليمة من الناحية المادية ، ومع ذلك فإن قرارها فى الحفاظ على كميات النفظ فى معدلات تاريخية لحماية حصتها في السوق ومحاولاتها فى التخلص من تهديد الغاز الصخري يتم تحديه واعتراضه بشكل متزايد فى الداخل والخارج ، حيث بدأ تحويل الصخر الزيتى وبدائل الطاقة إلى مصادر للطاقة الأساسية القديمة يترك بصمته. لقد وضعت العائلة المالكة نفسها وعاصمة البلاد فى طليعة الكفاح لتقوية نفوذها وتأثرها ضد نمو إيران وازدهارها.وأضاف مسؤول استخباراتى إقليمى قائلًا : كل شىء بالنسبة للسعوديين على المحك، فإنهم ملتزمون تمامًا بإقصاء إيران من المشهد لأنهم يعتقدون أن الأمريكان يملكون كلا الجانبين ولكن يجب ألا تغفل أعينهم عن شأن الجبهة الداخلية. يخشى صانعوا القرار فى السعودية أنه فى حين لم ينظر لها على أنها تدعم شباب البلاد ستتحول الأنظار إلى الجماعات المتطرفة ( داعش ) كبدائل سياسية . طوال 80 عامًا من تاريخ المملكة العربية السعودية كان رجال الدين هم المسئولين عن تحديد هويتها وطابعها الوطنى – النموذج الصارم للإسلام – بينما يدير آل سعود شؤون الدولة. وأضاف مسؤول سعودى رفيع أمس : نحن بحاجة إلى مساندة الشعب ودعمه ، ما نقوم به يعيننا على ذلك ويحارب المتطرفين . إلا أنّ بعض المحللين غير مقتنعين بالمخاطر التى يفرضها الركود الاقتصادي. وقال عبدالخالق عبدالله، أستاذ العلوم السياسية في دولة الإمارات العربية المتحدة: إن الناس يتجهون إلى الجهاد لأسباب مختلفة ولأسباب اقتصادية هم على الأرجح قريبون من قاع القائمة، وبالرغم من ذلك نرى أناس يسافرون من أمريكا وأروبا للقتال فى العراق وسوريا ، اعتقد أن الجهاد يتعلق بالايدلوجية أكثر مما يتعلق بالأسباب الاقتصادية أو المادية . وفّر الملك سلمان بعد توليه الحكم ما يقرب من 32 مليار دولار وتعهد ببذل المزيد للمواطنين، الذين لايدفعون أساسًا ضريبة الدخل ويتمتعون بالوقود والكهرباء المدعومة. يقول مسؤول سعودي هذا يجعلنا أقوياء، وهذا هو التوازن لدينا" وقال محاضر بجامعةالرياض رفض الكشف عن اسمه: للمرة الأولى، نحارب على جبهتين، كلاهما على القدر نفسه من الخطورة.
ع