تلقى رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي تأييدا من رئاسة إقليم كردستان العراق للإصلاحات التي أقرها استجابة للتحركات الشعبية المطالبة بمحاربة الفساد. كما أقرت الحكومة العراقية بالإجماع إصلاحات العبادي. وبحسب دويتش فليه أبدت رئاسة إقليم كردستان العراق استعدادها التعاون مع الحكومة العراقية في قرار مجلس الوزراء الصادر أمس الأحد بخصوص إجراء إصلاح شامل في المؤسسات والدوائر الحكومية في البلاد. وقال المتحدث الرسمي باسم رئيس الإقليم مسعود البرزاني "رئاسة الإقليم تؤيد كل خطوة تخطوها الحكومة العراقية من شأنها إصلاح الدوائر والمؤسسات الحكومية ومكافحة الفساد وإبعاد المقصرين عن مؤسسات الدولة". وأوضح أنه "لأجل إنجاح المشروع يجب أخذ استحقاقات ومشاركة إقليم كردستان بعين الاعتبار، وفي نفس الوقت الاهتمام بالمكونات الدينية والقومية في العراق دون التأثير عليهم وأن تنفذ هذه الخطوات في إطار الدستور والسياق الإداري". ووافق مجلس الوزراء العراقي بالإجماع على تلك الحزمة الأولى من الإصلاحات قبل إحالتها على مجلس النواب للمصادقة عليها؛ إذ إن بعضها قد يتطلب تعديلا دستوريا وبالتالي من المرجح أن يستغرق تطبيقها بعض الوقت. وبالرغم من الضغط الشعبي ودعم السيستاني لرئيس الوزراء حيدر العبادي، تبقى جهود الإصلاح في العراق صعبة جدا نتيجة الفساد المنتشر في المؤسسات واستفادة كافة الاطراف السياسية منه فعليا. ومن أبرز الإصلاحات التي أعلنها العبادي "إلغاء مناصب نواب رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء فورا". ويشغل مناصب نواب رئيس الجمهورية الثلاثة وهي فخرية أكثر منها تنفيذية، زعماء الأحزاب السياسية التي تحكم البلاد أي المالكي (دولة القانون) ورئيس البرلمان السابق أسامة النجيفي (متحدون) ورئيس الوزراء الأسبق إياد علاوي (الوطنية). وتشغل ثلاث شخصيات سياسية مناصب نواب رئيس مجلس الوزراء، هم بهاء الأعرجي عن التيار الصدري، وصالح المطلك زعيم الكتلة العربية (أحد التيارات السنية)، وروش نوري ساويش القيادي في التحالف الكردستاني. الى ذلك تتضمن الإصلاحات "إبعاد جميع المناصب العليا من هيئات مستقلة ووكلاء وزارات ومستشارين ومدراء عامين عن المحاصصة الحزبية والطائفية"، على أن "تتولى لجنة مهنية يعينها رئيس مجلس الوزراء اختيار المرشحين على ضوء معايير الكفاءة والنزاهة". كما تشمل "إلغاء المخصصات الاستثنائية لكل الرئاسات والهيئات ومؤسسات الدولة والمتقاعدين منهم"، و"فتح ملفات الفساد السابقة والحالية تحت إشراف لجنة عليا لمكافحة الفساد تتشكل من المختصين (...) ودعوة القضاء إلى اعتماد عدد من القضاة المختصين المعروفين بالنزاهة التامة للتحقيق فيها ومحاكمة الفاسدين". وبعد احتجاجات على مدى أسابيع في بغداد ومدن بجنوب العراق للمطالبة بإصلاحات حكومية ودعوة وجهها المرجع الشيعي الأعلى آية الله علي السيستاني للعبادي لبذل مزيد من الجهد اقترح العبادي إلغاء مناصب نواب رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء التي يجري تقسيمها في الوقت الحالي على أسس طائفية. وقد يعطل الغضب الشعبي من الوضع السياسي الجهود الرامية إلى حشد التأييد لجهود العبادي من أجل إخراج مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية من أراض يسيطرون عليها في شمال العراق وغربه. وأيد المبادرة أحد نواب الرئيس وهو نوري المالكي الذي استقال من منصب رئيس الوزراء في اغسطس لماضي بعد أن شغل المنصب ثمانية أعوام قال منتقدون إنه قد شابها انقسام عرقي. وقال المالكي على تويتر "نجدد موقفنا الداعم للاصلاحات التي تقتضيها العملية السياسية والتي وجهت بها المرجعية الدينية العليا السيد رئيس مجلس الوزراء." وأبدى نائب آخر لرئيس الجمهورية وهو أسامة النجيفي تأييده. ودعا العبادي الى إنهاء توزيع المناصب الحكومية على أسس طائفية وحزبية وإعادة فتح التحقيقات في قضايا الفساد إلى جانب "تقليص شامل وفوري في أعداد الحمايات لكل المسؤولين في الدولة... ويتم تحويل الفائض الى وزارتي الدفاع والداخلية حسب التبعية لتدريبهم وتأهيلهم ليقوموا بمهامهم الوطنية في الدفاع عن الوطن وحماية المواطنين." وتتطلب المقترحات موافقة البرلمان. ويكافح العبادي الذي يسعى إلى مصالحة بين السنة والشيعة لحشد دعم سياسي موسع لإجراء اصلاحات ذات مغزى. وقال المحلل السياسي أحمد يونس إن الفساد والضغوط الاقتصادية والمعركة ضد تنظيم الدولة الإسلامية "دفعت العبادي مع البلد الى حافة الانهيار". وتابع "دعوة السيد السيستاني للعبادي لاتخاذ قرارت جريئة كانت تمثل الدعم المثالي وفي الوقت المناسب. الدعوة أعطت العبادي القوة ومنحته الحصانة ضد أي معارضة محتملة." ودعا السيستاني رئيس الوزراء في خطبة الجمعة الى أن يضرب الفساد "بيد من حديد" والى تعيين المسؤولين بناء على الكفاءة وليس على أساس الانتماءات الحزبية أو الطائفية. وقال محمود الحسن رئيس اللجنة القانونية في البرلمان "مع الضوء الأخضر من السيستاني الآن العبادي أكثر من أي وقت مضى وسيمضي الى الأمام باجراء تغييرات جوهرية وبدون أي تردد."