اتهمت كوريا الجنوبية جارتها الشمالية، اليوم الإثنين، بزرع ألغام مضادة للأفراد أدى انفجارها إلى جرح جنديين كوريين جنوبيين، وهددت بأن تدفع بيونغ يانغ "ثمنا باهظا". وبحسب روسيا اليوم قالت وزارة الدفاع إن 3 ألغام مضادة للأفراد انفجرت في حادث وقع الثلاثاء الماضي لدى مرور دورية كورية جنوبية في المنطقة منزوعة السلاح التي تمتد على طول كيلومترين على جانبي الحدود بين الكوريتين. وأكد كيم مين سيوك المتحدث باسم وزارة الدفاع أن "الأمر يتعلق بألغام كورية شمالية مضادة للأفراد زرعت بنية القتل من قبل أعدائنا الذين اجتازوا الحدود خلسة". وجاء في بيان لقادة الأركان في كوريا الجنوبية جيشناسيجعل كوريا الشمالية تدفع ثمنا باهظا ومناسبا لاستفزازها. وأضاف أن الأمر يتعلق بـ"انتهاك غير مبرر" لاتفاقات عدم الاعتداء المطبقة. ودعا البيان كوريا الشمالية إلى تقديم اعتذار على هذا الحادث ومعاقبة المسؤولين. وبدورها ادانت الأمم المتحدة كوريا الشمالية وطلبت منها عقد اجتماع عاجل، وصرحت لجنة الرقابة على الهدنة التابعة لقوات الأمم المتحدة، الإثنين، أن زرع الألغام يمثل انتهاكا لاتفاقية الهدنة مطالبة الجيش الكوري الشمالي بعقد اجتماع على مستوى جنرال. وسبق أن جرى تشكيل فريق خاص من ممثلين عن كوريا الجنوبية والولايات المتحدة الأمريكية ونيوزيلندا وكولومبيا لإجراء تحقيق في حادث انفجار ألغام وقع في 14 الشهر الماضي. واتضح نتيجة التحقيق أن الجيش الكوري الشمالي قام بزرع الألغام في منطقة تتبع منطقة تفتيش للجيش الكوري الجنوبي في المنطقة منزوعة السلاح مما أدى لإصابة جنديين بجروح وهو ما يعتبر انتهاكا لاتفاقية الهدنة. وتجدر الإشارة إلى أنّ الحرب الكورية استمرت بين كوريا الشمالية والجنوبية ثلاث سنوات وتوقفت بهدنة عام 1953، نشأ الصراع بينهما لمحاولة كلا القوتين الكوريتين توحيد كوريا وضمها إلى حكومته، وأدى ذلك إلى اندلاع حرب واسعة النطاق كلفت الجانبين أكثر من مليونين من مدنيين وعسكريين. امتازت فترة ما قبل الحرب بتصاعد النزاعات الحدودية على خط عرض 38 شمالا ومحاولات للتفاوض من أجل إجراء انتخابات لكامل كوريا. انتهت هذه المفاوضات حين غزت القوات الكورية الشمالية الجنوب في يناير 1950. برعاية الأمم المتحدة، قام الأمم حليفة الولايات المتحدة بالتدخل لصالح كوريا الجنوبية. بعد التقدم السريع في الهجوم المضاد لكوريا الجنوبية، تدخلت القوات الصينية لصالح الحليف كوريا الشمالية، فتحولت موازين الحرب وفي النهاية أدت إلى عقد هدنة أعادت تقريبا نفس الحدود السابقة بين البلدين.