أكد وزيرا الخارجية الروسي والسعودي أن الخلافات مازلت قائمة فيما يتعلق بتسوية الأزمة السورية، وبالدرجة الأولى فيما يخص مصير الأسد، مشددان على تمسكهما ببيان "جنيف -1" كأساس للتسوية في سوريا. وبحسب رويترز فوروسيا حليف رئيسي للرئيس السوري بشار الأسد وتريد إشراكه في جهود التصدي لتنظيم داعش، وأجرت العديد من الاتصالات الدبلوماسية رفيعة المستوى في الأيام الأخيرة روجت خلالها لفكرة تشكيل تحالف لقتال التنظيم. لكن وزير الخارجية السعودي عادل الجبير قال في مؤتمر صحفي إن موقف الرياض ثابت فيما خص الحل في سوريا لا سيما لجهة وجود سلطة انتقالية وحكومة مستقبلية لا مكان للأسد فيها، مضيفًا بشار جزء من المشكلة وليس جزءا من الحل ولا مكان له في مستقبل سوريا، واستبعد أي تحالف يمكن أن تشترك فيه الرياض مع الأسد. وأشار الجبير إلى أنّ السعودية تتهم الأسد بالتسبب في ظهور داعش في سوريا عندما وجه الأسلحة ضد شعبه، موضحًا أنه إما سيرحل عبر عملية سياسية من أجل حقن دماء السوريين وإما في سياق العمليات العسكرية. وقال الجبير: "نعتقد ونؤمن أن نظام بشار الأسد وبشار الأسد نفسه انتهى، ونأمل في أن يستطيع المجتمع الدولي أن يجد وسيلة لإخراج بشار الأسد عبر عملية سياسية تقلص سفك الدماء في سوريا وتقلص الدمار في سوريا وتحافظ على المؤسسات الحكومية والعسكرية في سوريا". وشدد على تمسك بلاده بمبادئ بيان جنيف واحد، بما في ذلك توحيد صف المعارضة السورية على أساس قاعدة بناءة والحفاظ على مؤسسات الدولة السورية. وقال الجبير مجيبا على أسئلة الصحافيين، إنه يجب الحفاظ على الجيش السوري واستخدامه في حرب داعش بعد رحيل الأسد. وبدوره قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف "لدينا اختلافات حول مصير الرئيس بشار الأسد. ويكمن موقفنا في ضرورة تقرير جميع مسائل المرحلة الانتقالية من قبل السوريين أنفسهم على أساس الحوار" وبحسب روسيا اليوم أوضح أنّ فكرة روسيا تركز على تنسيق عمل الجيشين العراقي والسوري والقوات الكردية وبعض فصائل المعارضة السورية المسلحة التي تشتبك بالفعل مع داعش على الأرض. وشدد لافروف على أن السوريين أنفسهم يجب يقرروا مصير الأسد، وذلك من خلال حوار شامل بمشاركة جميع الأطراف المعنية من أجل تحديد ملامح المرحلة الانتقالية. وقال وزير الخارجية الروسي المؤتمر الصحفي المشترك عقد في موسكو أنا واثق من أننا سنواصل بحث المبادرة، وقد تم تحقيق نتائج أولية محددة لافتا إلى التوافق على ضرورة توحيد الجهود في مكافحة تنظيم داعش. وأضاف أن إحدى النتائج العملية للقائه مع الجبير تتعلق بالاتفاق على المساهمة في توحيد صفوف المعارضة على أساس قاعدة بناءة توضح رؤية قوى المعارضة لمستقبل البلاد، وتسمح بإجراء الحوار بصورة فعالة في إطار تعده الأمم المتحدة حاليا. وأكد وزير الخارجية الروسي أن المناقشات التي تجريها موسكو مع أطياف المعارضة السورية تصب في المجرى المشترك الذي يجري تنسيقه مع الرياض والأطراف الدولية الأخرى. ونفى لافروف في هذا السياق وجود أي خطط لدى موسكو لاستضافة اجتماع واسع لأطياف المعارضة السورية، ووصف أنباء نشرت بهذا الشأن بأنها غير صحيحة. وحذر لافروف من أن إسقاط نظام الأسد عسكريا سيؤدي إلى استيلاء تنظيم داعش على السلطة في سوريا. وأردف قائلا: "لا أرى أن من اللائق أن يعوّل أحد الأطراف الفاعلة المشاركة في الأحداث حول الأزمة السورية بصورة أو بأخرى، على حل قضية (الرئيس السوري بشار الأسد) بطريقة عسكرية، وذلك لأن السبيل الوحيد لتحقيق هذا الحل العسكري يكمن في استيلاء "داعش" والإرهابيين الآخرين على السلطة. وأنا لا أظن أن هناك من يريد ذلك". وشكك الوزير الروسي في فعالية الضربات الجوية التي يشنها التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة على مواقع الإرهابيين في أراضي العراق وسوريا. وشدد على أن "داعش" والتنظيمات الإرهابية الأخرى وليس الأسد، تمثل الخطر الرئيسي على المنطقة. وأوضح: "يمكننا الحديث عن القضايا داخل سوريا، لكن الأسد لا يهدد أي دولة من دول الجوار، في الوقت الذي يهدد فيه "داعش" ليس سوريا فحسب، بل والعراق والسعودية نفسها، وهو يؤكد نيته هذه علنا وينشر خرائط لدولة خلافة تمتد من إسبانيا إلى باكستان". ويأتي المباحثات في روسيا بعد مرور أسبوع فقط على محادثاتهما في الدوحة، والتي جرت بمشاركة وزير الخارجية الأميركي جون كيري، كما أن زيارة الجبير إلى موسكو تأتي قبل وصول عدة وفود للمعارضة السورية إلى روسيا.