ما الذي تحدَّث بشأنه مرشحو الرئاسة خلال مناظرات الحزب الجمهوري الأساسية الأسبوع الماضي؟ حسنًا، كانت هناك 19 إشارة إلى الرب، في حين كانت هناك 10 إشارات فقط حول الاقتصاد. ولقد صوَّت الجمهوريون في الكونغرس عشرات المرات لإلغاء كل أو جزء من برنامج أوباما للرعاية الصحية. حتى إن الطاقة، وهي من الموضوعات السابقة المفضلة للحزب الجمهوري، لم تُذكر خلال المناظرة إلا 4 مرات فقط. أليس الأمر غريبًا، الفرضية المشتركة لدى الجميع من المعسكر الجمهوري تفيد بأن سنوات حكم أوباما لم تكن إلا فترة من الكوارث السياسية على كل الجبهات. وهناك سبب وجيه لبقاء ألسنتهم معقودة: هناك في العالم الحقيقي، كل الكوارث التي تنبأ حزبهم الجمهوري بوقوعها لم يحدث منها شيء في الواقع. ويستمر الرئيس أوباما في المزيد من الإخفاق. في ذات الأثناء، تظهر الأرقام الفعلية أن قانون الرعاية الصحية بأسعار معقولة قد قلص من عدد المواطنين الأميركيين غير المؤمن عليهم في حين تقل التكاليف بكثير عما كان متوقعًا. ولا تزال المؤسسات البحثية اليمينية تنشر «الدراسات» التي تؤكد أن برنامج الإصلاح الصحي فاشل بكل المقاييس. ولكنها لعبة خاسرة. كذلك كان هناك نقاش اقتصادي ضئيل بشكل ملحوظ خلال المناظرة، على الرغم من أن المرشح جيب بوش لا يزال يتفاخر بما حققه في فلوريدا. لماذا لم يتمكن المرشحون الآخرون من قول المزيد؟ ربما لأنه يبدو اقتصاد الرئيس أوباما جيدًا إلى حد ما. ولنضع الأمر على هذا النحو: إذا ما قورنت معدلات البطالة عبر سنوات حكم أوباما مع معدلاتها تحت حكم ريغان، فإن أوباما يعتبر أفضل حالاً. حسنًا، هناك الكثير من الأسباب لتقدير تلك التقييمات، لا سيما حقيقة أن البطالة المسجلة منخفضة جزئيًا بسبب هبوط نسبة المواطنين الأميركيين في القوة العاملة. وهناك نقطة واحدة أخيرة: يفضل الجمهوريون الحديث حول كيف أن الليبراليين مع نزعتهم البيئية وحربهم على الفحم يقفون حجر عثرة في سبيل مستقبل الطاقة الأميركي. ولكن ما هي الثيمة المشتركة الرابطة بين كل الكوارث التي توقعها الجمهوريون، ولكنها لم تشهد تحققًا على أرض الواقع؟ إذا ما تمكنت من تلخيص توجهات الحزب الجمهوري حيال السياسة الداخلية، فلن أخرج بأقل من أن كل عمل جيد تعرض للانتقاد والتقريع. إن السبيل الوحيد للتقدم، كما يشدد تيار اليمين، هو أن تكون لطيفًا مع الأثرياء وقاسيًا مع الفقراء، وأن تترك الشركات والمؤسسات تفعل ما يحلو لها. ووفقًا لتلك الرؤية، فإن الزعيم مثل الرئيس أوباما الذي يرفع الضرائب على واحد في المائة من الأثرياء في حين يوفر الدعم للرعاية الصحية للأسر ذات الدخل المنخفض، سوف يتغلب بكل تأكيد على الكوارث في كل اتجاه. غير أنه لم يفعل. وأنا لا أقول إن الولايات المتحدة في أفضل حالاتها الآن، بسبب أنها ليست كذلك فعلاً. لقد كان التعافي الاقتصادي بطيئًا للغاية، ولم يستكمل دورته بعد، ولكنَّ أداءنا هو أفضل بكثير مما يمكن لأولئك الرجال في كليفلاند الاعتراف به.