اعلن رئيس الحكومة التركية احمد داود اوغلو فشل المشاورات مع المعارضة لتشكيل حكومة ائتلافية، مشيرا إلى أنه من المرجح جدًا، اجراء انتخابات مبكرة. وبحسب الفرنسية، قال داود اوغلو للصحافيين في انقرة "لم ننجح في التوصل الى قاعدة ملائمة لتشكيل الحكومة"، وذلك في ختام لقاء حاسم جمعه برئيس حزب الشعب الجمهوري المعارض. وفي ظل وضع سياسي معقد، سجلت الليرة التركية تراجعا بحوالى اثنين في المئة امام الدولار الاميركي. وقال داود اوغلو "من المرجح جدا اليوم اجراء انتخابات" على اعتبار ان ذلك بمثابة "الخيار الوحيد" للبلاد خاصة ان الرأي العام التركي كان مستعدا لهذا الاحتمال، بحسب قوله. وتاتي تصريحات داود اوغلو، رئيس الحكومة ورئيس حزب العدالة والتنمية الاسلامي، بعد لقائه رئيس حزب الشعب الجمهوري كمال كيليتشدار في قصر انقرة التاريخي. ووحده حزب الشعب الجمهوري، المعارض الابرز في البرلمان، ابدى استعداده للمشاركة في حكومة مع حزب العدالة والتنمية من دون التوصل حتى الآن الى نتيجة ملموسة. واعتبر داود اوغلو ان "الانتخابات المبكرة من صالح حزب العدالة والتنمية" الذي خسر في انتخابات يونيو الغالبية المطلقة في البرلمان للمرة الاولى منذ العام 2002 بحصوله على 40 في المئة من الاصوات. وفي سياق متصل انتقد حزب الشعب الجمهوري التركي، وهو ثاني أكبر أحزاب البرلمان، سعي حزب العدالة والتنمية إلى إجراء انتخابات مبكرة، مؤكدا فشل المفاوضات بين الحزبين. وبحسب روسيا اليوم اتهم حزب الشعب الجمهوري، الحزب الحاكم بالسعي إلى تشكيل حكومة بشكل منفرد، الأمر الذي دفع حزب الشعب الجمهوري إلى رفض هذا الاقتراح. من جانبه أعرب حزب العدالة والتنمية عن استغرابه من هذا الاتهام، وأشار زعيمه أحمد داوود أوغلو إلى أنه بذل قصارى جهده من أجل تشكيل حكومة ائتلافية. وأضاف المراسل أن اقتراح حزب الشعوب الديمقراطي الموالي للأكراد بشأن تشكيل حكومة ائتلافية لمدة سنتين تتخللها إصلاحات قبل إجراء انتخابات برلمانية مبكرة لم يلق موافقة بقية الأحزاب خاصة حزب العدالة والتنمية. ويأتي هذا عقب تصريحات رئيس الوزراء أحمد داوود أوغلو رجح خلالها خيار إعادة الانتخابات في ظل انسداد الأفق أمام تشكيل حكومة ائتلافية حسب تعبيره. وبالتوازي مع الازمة السياسية، اطلقت انقرة في حربا على الارهاب" مستهدفة في آن المتمردين الاكراد ومقاتلي تنظيم الدولة الاسلامية في سوريا. غير انها ركزت غاراتها على مواقع حزب العمال الكردستاني فيما اعلنت عن ثلاث غارات فقط على الجهاديين. وبحسب المعارضين فان هذه الحملة العسكرية تعيد توجيه الناخبين من الاتجاه القومي لصالح الادارة الحالية.