2015-10-10 

اردوغان يخطط لانتخابات مبكرة في تركيا

من انقرة، اركان جورسيز ونيك تترسال

رويترز- يبدو أن التأخير في جهود تشكيل حكومة ائتلافية في تركيا يتيح للرئيس رجب طيب اردوغان كسب الوقت ويزيد من فرص اجراء انتخابات مبكرة قد يستعيد فيها حزبه العدالة والتنمية أغلبيته ويترك المعارضة في حالة من التخبط. ولم تبدأ بعد المحادثات الرامية لتشكيل حكومة ائتلافية رغم مرور شهر على الانتخابات التي فقد فيها حزب العدالة والتنمية للمرة الأولى الأغلبية التي تمكنه من الحكم بمفرده. وبالتزامن مع تمزق أحزاب المعارضة كما هو شأنها دائمًا، يعكف اردوغان على بحث أفضل السبل للحفاظ على قبضته على السلطة. وألقت انتخابات السابع من يونيو تركيا في حالة من الغموض السياسي لم تشهدها منذ الحكومات الائتلافية غير المستقرة في التسعينات كما قوضت -حتى الان- طموحات اردوغان لتحويل منصب الرئيس الذي تولاه العام الماضي وهو منصب شرفي إلى حد كبير إلى منصب يتمتع بالسلطات التنفيذية الكبيرة التي كان يتمتع بها. ورغم نداءات اردوغان المتكررة للاسراع في تشكيل حكومة جديدة ، إلا أنّ الرجل الذي هيمن على الساحة السياسية في تركيا لأكثر من عشر سنوات، لايبدو مستعدًا لتقاسم السلطة فمصلحته ومصلحة حزب العدالة والتنمية الذي أسسه تكمن على الأرجح في اجراء انتخابات جديدة وفي فشل محادثات تشكيل حكومة ائتلافية. وبحسب رويترز أكد عضو كبير من حزب العدالة والتنمية على دراية بتفكير اردوغان سيكون من الصعب تشكيل ائتلاف ومن المستحيل أن يستمر، ثمة حاجة لاجراء انتخابات مبكرة على نحو عاجل يعبر خلالها شعبنا عن رغبته. ويأمل حزب العدالة والتنمية في حال اجراء انتخابات مبكرة أن يستيعد أغلبية بسيطة على أساس أن الناخبين الذين تخلوا عن الحزب في يونيو يرفضون أي احتمال للعودة مجددًا إلى مشاحنات الحكومات الائتلافية التي أغرقت تركيا في أزمة اقتصادية في التسعينات. وهذا الاحتمال يزعج شركاء تركيا في حلف شمال الأطلسي الذين يحرصون على الاستقرار في بلد يتاخم إيران والعراق وسوريا خاصة وان متشددي تنظيم داعش يتمركزون على بعد مئات الأمتار من الحدود التي يجتازها لاجئون جيئة وذهابًا. ويبدو أن ابتعاد اردوغان عن الأضواء يصب لصالحه خاصة وأن الدستور يحظر على الرئيس المشاركة في السياسات الحزبية. وبينما يتشاحن آخرون ويتبادلون الانتقادات فإن الرجل الذي استعدى الكثيرين بسبب أسلوبه الحاد بات يلتزم الان الصمت وكأنه لم يتأثر بما يحدث حوله. وقال حقان بايراكجي رئيس مؤسسة سونار لاستطلاعات الرأي "المعارضة مهترئة..اردوغان يروج على انهم (المعارضة) يتشاحنون فيما بينهم." وأظهر استطلاع للرأي اجراه مركز ابسوس بعد وقت قصير من ظهور نتائج انتخابات السابع من يونيو أن نسبة التأييد لحزب العدالة والتنمية كانت ستزيد بنحو 4% لو كان الناخبون يعرفون النتيجة مسبقًا، لكن استطلاعات الرأي التي جرت بعد ذلك أوضحت أن نسبة التأييد كانت ستتراجع. وكان من الموقع أن يكلف اردوغان رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو بتشكيل حكومة ائتلافية جديدة هذا الأسبوع ايذانًا ببدء فترة مدتها 45 يومًا للنجاح في مهمته أو اجراء انتخابات جديدة. لكن ذلك لم يحدث وكرر اردوغان في وقت متأخر يوم الثلاثاء بانه سيفعل ذلك فور تشكيل لجنة ادارية برلمانية جديدة مما دفع نواب المعارضة لاتهامه بالمماطلة. وقال أوزير سينكار رئيس مركز ميتروبول لاستطلاعات الرأي "اردوغان في حاجة إلى وقت كي يحقق هدفه. هو يحتاج إلى تغيير إدارة حزب العدالة والتنمية أولا. وهدفه الثاني الاستمرار لحين اجراء انتخابات مبكرة تقود إلى حكومة من حزب العدالة والتنمية. * سيطرة بيروقراطية أشار بعض نواب المعارضة في البرلمان إلى ان اردوغان يماطل من أجل بث الفوضى في صفوف المعارضة وضمان بقاء حزب العدالة والتنمية في السلطة لحين تعيين كبار قادة المجلس العسكري في اغسطس. ورفض المسؤولون في مكتب اردوغان أي ايحاء بوجود مماطلة في محادثات تشكيل حكومة ائتلافية ووصف أحد المسؤولين هذه الاتهامات بأنها "لا أساس لها". وقال سونر كاجابتاي مدير برنامج الابحاث التركية في معهد واشنطن في تقرير هذا الأسبوع "في السنوات القليلة الماضية حول اردوغان المؤسسات التنظيمية إلى هيئات للرقابة والعقوبات." وأضاف "بدون وجود أغلبية لحزب العدالة والتنمية في البرلمان أو الحكومة سيضطر (اردوغان) الى قبول تراجع تدريجي في سلطاته في الوقت الذي ستشهد فيه هذه المؤسسات تغييرات في عضويتها" وتوقع ان يعمل اردوغان جاهدا على اجراء انتخابات مبكرة. ولكن سيتعين ايضا على كبار الاعضاء بحزب العدالة والتنمية اقناع بعض الاعضاء الجدد بالحزب بالحاجة إلى اجراء انتخابات جديدة ربما في نوفمبر خاصة وأن الذين حصلوا على مقاعد برلمانية للمرة الأولى في يونيو يرون أنّ اجراء انتخابات جديدة ينطوي على مخاطرة.

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه