2015-10-10 

حماس وسعيها للحصول على الاعتراف الدولي

معهد واشنطن

شهدت الأسابيع الأخيرة زيادة ملحوظة في النشاطات الدبلوماسية لمسؤولي حماس ففي يونيو ، التقى زعيم الحركة، خالد مشعل، بمبعوث السلام لـ "اللجنة الرباعية الدولية" المنتهية ولايته توني بلير، وذكرت بعض التقارير أن الاثنين قد التقيا ثانية منذ ذلك الحين. وبحسب معهد واشنطن في يوليو، قام زار وفد من حركة حماس برئاسة مشعل بزيارة إلى المملكة العربية السعودية استغرقت ثلاثة أيام، استُقبلوا خلالها من قبل العاهل السعودي الملك سلمان ومجموعة من كبار المسؤولين السعوديين الآخرين. وفي 3 أغسطس، التقى مشعل مع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف الذي دعاه لزيارة موسكو في المستقبل. وفي 12 أأغسطس، التقى مشعل مع الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، وتدّعي حماس أيضاً أن وفداً برئاسة محمود الزهار، أحد كبار المسؤولين في غزة الذي يحافظ على علاقات قوية مع الجناح العسكري للمنظمة، سيزور طهران قريباً. وبشكل جوهري، لا يوجد قاسم مشترك بين هذه الاجتماعات، حيث تعامل كل واحد منها مع قضايا مختلفة. وركزت الاجتماعات مع بلير على إعادة إعمار غزة وتثبيت وقف إطلاق النار الذي أنهى الاشتباكات مع إسرائيل في العام الماضي. وقد تم تفسير زيارته للسعودية على نطاق واسع في في سياق الجهود التي تبذلها المملكة لخلق جبهة سنية لمواجهة تزايد نفوذ إيران في المنطقة، لا سيما في أعقاب الاتفاق النووي. أما سبب مخاطرة مسؤولي «حماس» بالارتباط بمثل هذا البرنامج، فقد تعكس الزيارة الانقسامات الداخلية القائمة داخل الحركة، كما هو مبين أدناه. وكان الاجتماع مع لافروف، الذي انعقد على هامش زيارته لقطر، مجرد استمرار للعلاقات الروسية مع «حماس». أما تركيا فهي من الداعمين لـ «حماس» منذ فترة طويلة وترحّب بشكل روتيني بكبار مسؤولي الجماعة كضيوف ومقيمين. ويرى غيث العمري زميل معهد واشنطن حيث تحاول الحركة تصوير حدوث تحسّن لا لبس فيه في علاقاتها الدولية، لاسيما مع وجود قاسم مشترك واحد مهم يجمع بين هذه الزيارات الأخيرة وهو أنه: يتم الإعلان عنها جهاراً و تعمل «حماس» على تضخيمها، إلى درجة غالباً ما تتجاوز ما تبرره الأهمية الموضوعية لهذه الزيارات. ويضيف العمري أنّ الحركة تسعى إلى تحويل هذه الأنشطة إلى انتصار في مجال العلاقات العامة، وذلك تمشياً مع استراتيجيتها الطويلة الأمد المتمثلة في طرح نفسها كمحاور مقبول على الصعيد الدولي. ويقول زميل معهد واشنطن أنّ الحركة تعْرِض هذه السلسلة المتوالية من الأحداث الدبلوماسية بوصفها إنجازاً كبيراً. وليس هناك شك بأن «حماس» ستستخدمها لبناء زخم وراء سعيها للحصول على الشرعية الدولية مع تجنب التدابير المطلوبة من قبل المجتمع الدولي وهي: الاعتراف بإسرائيل، ونبذ الإرهاب، والالتزام بالاتفاقات السابقة. ويشير العمري إلى أنّ ما يبعث على القلق، أن هذه الجهود التي تقوم بها «حماس» المفعمة بالحيوية تتزامن مع غياب ملحوظ لدبلوماسية نشطة رفيعة المستوى من قبل المسؤولين في السلطة الفلسطينية، وعلى وجه الخصوص، وصلت علاقات السلطة الفلسطينية مع الحلفاء العرب المعتدلين التقليديين إلى نقطة متدنّية، وتتراوح ما بين فاترة لمعادية بصورة علنية. ويؤكد العمري أنّ حماس ليست أقرب إلى انفراجة في القضايا التي تهم حقاً: مع الولايات المتحدة ودول غربية أخرى، أو الدول العربية الرئيسية مثل مصر والأردن والإمارات العربية المتحدة، ولكن دون ظهور ردة فعل دولية استباقية وبناءة، وتواصل حيوي من قبل السلطة الفلسطينية نحو الشركاء الأجانب. ويرجح أنّ تكون حماس في طريقها الى تحقيق انجازات دبلوماسية صغيرة إضافية لكنها مهمة على نحو متراكم.

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه