أنصار إيران وخصومها يقولون عني الشيء وعكسه، فأبدأ بالقول إنني أريد الشرق الأوسط منطقة مجرّدة من أسلحة الدمار الشامل، فإذا لم يتحقق هذا فإنني أطالب كل دولة عربية بامتلاك القنبلة النووية وأسلحة كيماوية. مفهوم؟ أرجو ذلك. الكونغرس الأميركي في إجازة هذا الشهر، غير أن لوبي إسرائيل وعصابات الحرب والشر التي تؤيدها في الميديا والكونغرس ودور البحث تعمل ساعات إضافية لرفض الاتفاق النووي مع إيران. إسرائيل تملك حوالى 300 قنبلة نووية، وفق تقديرات أميركية، و16 جهاز استخبارات أميركياً قالت إن ايران لا تملك القنبلة، وإن اليورانيوم الذي خصّبته إلى درجة 20 في المئة لا يمكن أن ينتج قنبلة نووية، فهذه تحتاج إلى تخصيب يصل بين 90 و95 %. لوبي إسرائيل (إيباك) خصص 20 مليون دولار لدعايات في الميديا لإحباط الاتفاق، والجماعات اليهودية الأميركية الأخرى تنفق بلا حساب ضد الاتفاق وضد باراك أوباما تحديداً، مثل اللجنة اليهودية الأميركية التي يرأسها رجل المال جون شابيرو. الأخوَان تشارلز وديفيد كوتش، وهما معاً يملكان ما يزيد على بلايين بيل غيتس، خصّصا 889 مليون دولار للحملة الانتخابية القادمة. هما محافظان يؤيدان مرشحين محافظين، ما يعني معارضين للاتفاق مع إيران. الموضوعية تقضي أن أسجل أن اللوبي اليهودي «ج ستريت» يؤيد الاتفاق، وقد خصص خمسة ملايين دولار لإعلانات تدافع عنه. وهناك عدد من أصحاب البلايين اليهود الأميركيين، مثل جورج سوروس، يؤيدون الاتفاق ويُنفقون المال لكسب أصوات أعضاء في الكونغرس. هؤلاء موجودون، غير أن 23 عضواً في الكونغرس ذهبوا إلى إسرائيل وقابلوا مجرم الحرب بنيامين نتانياهو لأخذ التعليمات منه. النائب الديموقراطي ستيني هوير قال إن نتانياهو لم يطلب من النواب تأييد الاتفاق أو معارضته، إلا أنه أوضح لهم أخطاره فهو سيمكّن إيران من الحصول على قنبلة نووية بعد 13 سنة. إسرائيل تملك 300 قنبلة نووية الآن، وتحذر من قنبلة إيرانية محتمَلة، لا أكيدة، بعد 13 سنة، وأعضاء الكونغرس يتلقون المال لدعم حملاتهم الانتخابية من أصحاب البلايين اليهوديين الأميركيين الذين صرَّح بعضهم علناً بأنه سيحجب المال عن أي مرشحين ديموقراطيين يؤيدون الاتفاق. السيناتور تشك شومر، وهو يهودي أميركي من نيويورك، أعلن معارضة الاتفاق فانهالت عليه التبرعات. لا أكتب تحاملاً وإنما أنقل عن «نيويورك تايمز» التي يملكها يهود ليبراليون، فقد قرأت فيها عنواناً يقول: المتبرعون يتدفقون على شومر وغيره في النقاش حول إيران. مرة أخرى ليس كل اليهود الأميركيين أعداء العرب والمسلمين أو إيران أو غيرها فهناك النوعان. البليونير شلدون ادلسون له جمعية باسم «متحدون ضد إيران نووية» ما يُغني عن شرح. رئيس هذه الجمعية غاري سامور استقال لأنه يؤيد الاتفاق مع إيران، وادلسون رد بضم السناتور السابق جو ليبرمان، الذي أيّد كل حرب على العرب والمسلمين، إلى جماعته في «دور قيادي» كما قرأت. أفضل من كل ما سبق عريضة في بريطانيا وقّعها حتى الآن 41 ألف مواطن تطالب بمحاكمة بنيامين نتانياهو بتهمة ارتكاب جرائم حرب. الحكومة البريطانية ترفض منح مسؤولين إسرائيليين سابقين حصانة من الملاحقة القانونية، وهم لا يزورون بريطانيا خوفاً. أقول إن سجنهم لا يكفي عقاباً.