نقلت وكالة دويتش فيله انتقاد الصحف الألمانية الصادرة اليوم لقانون مكافحة الإرهاب الجديد الذي صادق عليه مؤخرا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي فبعد أن اعتبرته منظمات حقوقية محلية ودولية وسيلة لإسكات المعارضة وتوسيع سلطات أجهزة الأمن، ذهبت بعض هذه الصحف إلى أبعد من ذلك. فحسبما نقلت وكالة دويتش فيله فإن بعض الصحف الألمانية وجهت انتقادات لاذعة لنظام السيسي، حتى أن بعضها لم يتردد في استعمال مصطلحات مثل "دولة بوليسية" أو "فاشية". فصحيفة زود دويتشه تسايتونغ كتبت منتقدة تقول: "من المفروض أن يسهل قانون مكافحة الإرهاب الجديد الحرب على الإرهاب. لكن الفقرة 54 من القانون، الذي وقع عليه الرئيس عبد الفتاح السيسي، ستعني إعادة العمل بقانون الطوارئ في (الذي كان ساريا خلال حكم الرئيس الأسبق حسني مبارك). وبعد عامين من استيلاء السيسي والجيش على الحكم في مصر لا يوجد برلمان يمكنه إيقاف هذه التجاوزات". وتضيف الصحيفة "يُعرف القانون الجديد الإرهاب بأنه أي عنف يؤدي إلى زعزعة النظام العام، أو المساس بمؤسسات الدولة". كما أن هناك فقرة في القانون تقول إن "نشر أفكار تؤدي إلى التحريض على العنف تصل عقوبتها إلى السجن". وتخلص الصحيفة إلى القول إنه وبعد أربعة أعوام ونصف من إسقاط الشعب لنظام مبارك، عادت مصر لتصبح مرة أخرى "دولة بوليسية". فيما قالت صحيفة فرانكفورتر الغيماينه تسايتونغ أيضا: "رجال السلطة في القاهرة يتصورون أنفسهم وكأنهم في قلعة يحيط بها فقط الأعداء من كل مكان. فبعد عامين من استيلائهم على السلطة، لم تعد البلاد بأي حال من الأحوال إلى وضعها الطبيعي. فجروح مذبحة شهر أغسطس 2013 (رابعة العدوية) لم تندمل بعد. وفي كل يوم تخرج مظاهرة للتنديد بذلك. وكل يوم يستغرب عدد أكبر من المصريين كيف أنهم سمحوا بسحب أموال شق قناة السويس الجديدة من جيوبهم.وحتى الداعمين من الخارج قد بدؤوا يبتعدون عن نظام السيسي مثل دول الخليج العربية، التي لها أولوياتها، بدلا من ملاحقة الإخوان المسلمين. قانون مكافحة الإرهاب الجديد يعكس توترا من قبل رجال السلطة، وذلك لسبب وجيه، أنهم لم يحققوا شيئا حتى الآن". فيما ذهبت صحيفة تاغتسايتونغ لأبعد من ذلك وكتبت: "ضمن تقييم منظمة مراسلون بلا حدود لتقييد حرية الصحافة تحتل مصر المرتبة 158 من مجموع 180 بلدا. ومع القانون الجديد ستحتل مرتبة أسوأ من ذي قبل. فمثلا من يشكك بالأرقام الرسمية لعدد الجنود الذين يقتلون في سيناء، فإنه يعرض نفسه للخطر. كما أن أي انتقاد للسعودية تأتي من مصر تصنف على أنها خيانة. القانون الجديد يضيق الخناق أيضا على الصحفيين الأجانب الذين يعملون مراسلين داخل مصر". وتخلص الصحيفة إلى القول صحيح أنه ينبغي "على المرء أن يكون حذرا جدا في إطلاق صفة الفاشية على نظام ما، لكن مصر تحت سلطة السيسي أضحت كذلك. ينبغي أن على ألمانيا على الأقل منح منتقدي السيسي حق اللجوء السياسي، إذا لم تستطع أو لا ترغب بمساعدتهم".