طلبت الحكومة الليبية المعترف بها دوليًا من الجامعة العربية شن غارات جوية لوقف تقدم تنظيم داعش في سرت وبالفعل طالبت الجامعة أعضائها بمساندة ليبيا ويبقى السؤال الأكبر ما جدوى نجاح تدخل عربي في ليبيا . وبحسب دويتش فليه يرى الخبير في شؤون الشرق الأوسط ميشائيل لودرز، أن كل تدخل في ليبيا لن يكلل بالنجاح، سواء كان عسكريا أو سياسيا، مضيفًا ليس واضحا بعد إن كانت الجامعة العربية ستتدخل عسكريا في ليبيا كيفما كانت الأحوال فهي لن تنجح في إنهاء الفوضى. وأشار إلى أنّ ليبيا بها حكومتان، واحدة معترف بها وهي في طبرق، شرق البلاد، والثانية مقربة من الإسلاميين ومقرها طرابلس. منذ سقوط القذافي أصبحت ليبيا فريسة للميليشيات وللقبائل والجماعات المتناحرة. وهذا أدى إلى التدمير الذاتي. وقال الخبير في شؤون الشرق الأوسط من الصعب التدخل عسكريا في دولة مثل ليبيا وسوريا والعراق، التي يُنظر لها كدول فاشلة وفيها لاعبون سياسيون وعسكريون يغيرون تحالفاتهم بشكل شبه يوميـة لافتًا إلى أنّ مصر لديها فكرة إخضاع الجزء الشرقي لسيطرتها شكليا، بهدف محاربة الإرهاب، ولكن من خلفية أن تصبح مصر لاعبًا رئيسيا في ليبيا الغنية بالنفط. لكن مصر نأت بنفسها حتى الآن عن هذه الخطط. واستبعد الاعتماد على الحلول السياسية موضحًا أنه حين تختفي الدولة المركزية ويكون اللاعبون المختلفون غير راغبين في التوصل إلى توافق بينهم، فيسعون فقط إلى فرض إرادتهم على الطرف الآخر، فإنه لمن الصعب التدخل. وتابع لا أحد يملك وصفة سحرية. ليبيا تتحول أكثر فأكثر إلى ثقب أسود في شمال إفريقيا، وإلى قلعة لتنظيم داعش والجماعات الإسلامية المتطرفة الأخرى. كما أنها منفذ المهاجرين إلى أوروبا. وبين أنّ كافة الدلائل تشير إلى أنّ ليبيا باتت دولة فاشلة ، فمؤسسات الدولة لا تعمل ولا توجد حكومة مركزية قادرة على فرض إرادة الشعب ديمقراطيا أو حتى فرض مطالبها الخاصة بالسلطة على كامل البلاد، هناك الكثير من الجهات الفاعلة الغامضة بتحالفات متغيرة. الكل يتدخل في ليبيا وأكثر القوى الخارجية تدخلا هناك هي مصر والجزائر. وأكد أنّه من الوهم الاعتقاد بإمكانية الحل عسكري في ليبيا. فعندما تنهار دولة، فإن إعادة بناء هياكلها تحتاج إلى وقت طويل. وقد ينجح ذلك بعد استنزاف قوى المتحاربين. الحرب في ليبيا ستطول. وأضاف إذ بقيت البنى في ليبيا كما هي عليه الآن، مدمرة ولا تدعوا للأمل، وطالما لا تلوح حكومة مركزية في الأفق ، فستواصل "الدولة الإسلامية" التقدم. داعش في ليبيا ليست هي نفس داعش في سوريا والعراق. الأمر هنا يتعلق بأشخاص يستغلون هذا الاسم لأنه أصبح عبارة عن ماركة تجارية، علامة مميزة لمشهد الجهاديين. ومن ينسب لنفسه هذا الاسم، فإنه يأمل في أن تكون له ميزة تنافسية تجاه باقي الميليشيات. إن وحشية داعش في ليبيا شبيهة بوحشيتها في مناطق أخرى في الشرق الأوسط، ويشمل ذلك أعمال الإعدام بوحشية، وعرض جثث القتلى كما حدث في سرت. إنهم يحاولون القضاء بالكامل على معارضيهم. وهذا يجعل تصور التوصل إلى حل سياسي أو إلى حلول وسط أمرا صعبا.