أمر زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ-اون جيش بلاده برفع درجة تأهبها اعتبارًا من مساء اليوم الجمعة إلى حالة الحرب على الحدود في شبه الجزيرة المقسمة التي يسودها توتر بعد تبادل نادر للقصف المدفعي بين بيونغ يانغ وسيول. وبحسب وكالة الأنباء الألمانية كانت بيونغ يانغ وجهت إنذارًا إلى سيول للتوقف عن بث دعاية مناهضة لها بحلول بعد ظهر السبت أو مواجهة عمل عسكري. وتصاعدت حدة التوتر في شبه الجزيرة الكوبية المقسمة أمس الخميس عندما أطلقت كوريا الشمالية قذائف باتجاه كوريا الجنوبية احتجاجاً على بثها مواد دعائية عبر مكبرات للصوت من الحدود الكورية. ورد الجنوب بإطلاق وابل من نيران المدفعية. وبحسب الرواية الرسمية فإن الجيش الكوري الشمالي نجح في تدمير قمر صناعي للتجسس عليهم، وتتجنب وكالة الأنباء الرسمية لكوريا الشمالية نشر الصور التي يزور فيها الزعيم كيم المنشآت النووية لبلاده. وجاء القصف الشمالي بعدما طالبت في مطلع الأسبوع بأن تنهي كوريا الجنوبية البث الدعائي المناهض لها أو مواجهة عمل عسكري، وكان الإنذار -الذي منح مهلة 48 ساعة وسلم في رسالة إلى وزارة الدفاع الكورية الجنوبية أرسلت عبر قناة اتصالات عسكرية مشتركة محدداً على نحو غير معهود. وقال مسؤول كوري جنوبي إن البث عبر مكبرات الصوت سيستمر. وذكرت وكالة الأنباء الرسمية لكوريا الشمالية أن الزعيم الكوري الشمالي سيضع قواته في وضع الاستعداد الكامل لحرب مسلحة وأنه أعلن حالة شبه الحرب في مناطق الجبهة. وتعذر الدخول إلى بعض المواقع الدعائية الكورية الشمالية على الإنترنت صباح اليوم الجمعة، وقالت وكالة أنباء يونهاب الكورية الجنوبية إن إعلان بيونغيانغ حالة شبه الحرب هو أول استخدام لهذا المصطلح منذ أن قصفت كوريا الشمالية جزيرة كورية جنوبية في 2010، وقُتل جنديان من مشاة البحرية الكورية الجنوبية ومدنيان في الحادث. وأخلت كوريا الجنوبية مواطنيها من منطقة على حدودها الغربية، بعد تبادل لإطلاق القذائف بينها والجارة الشمالية، حسب تقارير. وقال الجيش الأمريكي الذي له 28500 فرد في كوريا الجنوبية إنه يراقب الموقف عن كثب. وأضاف قائلاً في بيان دون أن يذكر تفاصيل: "سلامة أفرادنا وأسرنا لها الأولوية وسنتخذ إجراءات حصيفة لضمان سلامتهم". وحثت واشنطن في وقت سابق بيونغيانغ على وقف أي أعمال "استفزازية" في أعقاب تبادل إطلاق النار يوم الخميس وهو الأول بين الكوريتين منذ أكتوبر الماضي. ودعت اليابان كوريا الشمالية إلى ضبط النفس. وبحسب بي بي سي مازلت الكوريتان في حالة حرب، إذا أن الحرب التي دارت بين عامي 1950 و 1953 توقفت عبر هدنة، وليس اتفاقية سلام. وتبادل الطرفان اطلاق النار عبر الحدود عدة مرات خلال الأعوام الأخيرة. يأتي هذا التصعيد بعد توتر حاد بين الكورتين، إذ ألقت كوريا الجنوبية اللوم على كوريا الشمالية لزرعها لغما أرضيا أدى لجرح جنديين من كوريا الجنوبية في بداية الشهر الحالي. ومنذ ذلك الحادث عاد كلا الطرفين إلى شن حملات دعائية مضادة، عبر مكبرات الصوت على الحدود، بعدما توقفت هذه الحملات عام 2004. وكانت كوريا الجنوبية وحليفتها الولايات المتحدة أجرتا مناورات عسكرية سنوية يوم الإثنين، وقد وصفتاها بأنها تدريبات عسكرية دفاعية، لكن كوريا الشمالية تقول إن هذه التدريبات ما هي إلا تحضيرات لغزوها.