2015-10-10 

تظاهرات لبنان تكشف الفساد السياسي

من القاهرة، حسين وهبه

تجمع عشرات الاف المواطنين في وسط بيروت مساء السبت بناء على دعوة ناشطين في المجتمع المدني منددين بالطبقة السياسية بمجملها التي يتهمونها بالفساد وبالعجز عن تأمين ادنى متطلباتهم الحياتية. وبحسب وكالة رويترز للأنباء تظاهر عشرات الآلاف في شوارع بيروت ملوحين بالأعلام اللبنانية ومرددين كلمة "ثورة" في تحرك لم يسبق له مثيل ضد سياسيين طائفيين يتهمونهم بالعجز والفساد. ووفقًا لوكالة الأنباء الفرنسية هي التظاهرة الاكبر في تاريخ لبنان التي تحصل بمبادرة من المجتمع المدني، اذ اعتاد اللبنانيون المنقسمون بحدة حول السياسة والدين على النزول في الشارع بناء على توجيهات الزعماء السياسيين. وغطى المتظاهرون ساحة الشهداء الذين قدموا من مناطق مختلفة، ومن كل الاعمار، وبينهم شباب ورجال ونساء واطفال وشيوخ. وبدأ حراك المجتمع المدني بعد ان غزت النفايات شوارع بيروت ومناطق اخرى في ازمة نتجت عن اقفال مطمر رئيسي للنفايات جنوب العاصمة وعن انتهاء عقد شركة "سوكلين" المكلفة جمع النفايات من دون التوصل الى ابرام عقد جديد. ومنذ ذلك الحين، يتم جمع النفايات بشكل متقطع وترمى في اماكن عشوائية، مثل مساحة ارض ملاصقة لمرفأ بيروت وتحت الجسور وفي اراض مهجورة، من دون معالجة وفي شروط تفتقر الى ادنى معايير السلامة الصحية. ولم تتوصل الحكومة الى حل للازمة بسبب انقسام السياسيين، وسط تقارير عن تمسك العديد منهم بالحصول على حصص وارباح من اي عقود مستقبلية. واحتشد المحتجون بعد أن فشلت الحكومة في حل أزمة التخلص من النفايات الأمر الذي تسبب في تراكم أكوام القمامة في الشوارع وتعفنها بفعل ارتفاع درجات الحرارة. ويقول المحتجون إن الأزمة ترمز إلى العفن داخل النظام السياسي في لبنان. لتبدأ حملة "طلعت ريحتكم" بالاحتجاج على أزمة النفايات وتتسع لتعبر عن الغضب من فشل الدولة في توفير الخدمات الأساسية. وكانت احتجاجات مماثلة قد نظمت مطلع الأسبوع الماضي وشابتها أعمال عنف ولوح رئيس الوزراء تمام سلام بالاستقالة في خطوة قد تؤجج الاضطرابات السياسية في بلد يعاني من الجمود السياسي ومن آثار الصراع في سوريا المجاورة. وتظاهر المحتجون وبينهم أسر وأشخاص من جميع الأعمار وهم يعزفون الموسيقى ويرددون الأغاني في المناطق المحيطة بساحة الشهداء التي شهدت مظاهرات حاشدة عام 2005 بعد اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري. وهتف محتجون "الشعب يريد إسقاط النظام" وهو الشعار الذي رفعته مظاهرات هزت دولا عربية عام 2011. ويطالب المتظاهرون باستقالة وزير البيئة وإجراء انتخابات برلمانية مبكرة وحل أزمة القمامة. كما يطالبون بتوفير خدمات عامة أفضل في بلد يعاني من انقطاع الكهرباء يوميا ونقص المياه في فصل الصيف. كما يعبر المحتجون عن خيبة أملهم في البرلمان الذي مدد فترة ولايته إلى 2017. ولبنان بدون رئيس منذ أكثر من عام وأجريت آخر انتخابات برلمانية في البلاد عام 2009. وذكرت بيانات من الصليب الأحمر أن 343 شخصا عولجوا من إصابات وإن 59 آخرين نقلوا للمستشفى بعد الاحتجاجات الأسبوع الماضي. واضيفت ازمة النفايات الى الازمة السياسية الناجمة عن شغور في موقع رئاسة الجمهورية منذ مايو 2014. ويعاني لبنان من انقطاع في التيار الكهربائي مستمر منذ انتهاء الحرب الاهلية قبل 25 عاما، ومن بطالة وبطء في المعاملات الادارية وديون عامة تبلغ حوالى سبعين مليار دولار. وللمرة الأولى شارك عشرات الفنانين في التحرك، في ظاهرة غير مألوفة في لبنان. ورافقت حملات مكثفة على مواقع التواصل الاجتماعي الحراك وانتشرت شعارات عدة، بالاضافة الى #طلعت_ريحتكم، هي #بدنا_نحاسب، و#عالشارع، و#مستمرون، و#طفح_الكيل، و#حلوا_عنا، و#كلن_يعني_كلن وغيرها.

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه