أعلنت السفارة الأميركية في موسكو، أن المبعوث الأميركي إلى سوريا مايكل راتني سيجري مشاورات مع مبعوث الرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط ميخائيل بوغدانوف حول سوريا؟ ونقلت روسيا اليوم عن السفارة الأميركية تأكيدها أنّ هذه المباحثات تندرج في إطار جهود الدبلوماسية الأميركية الرامية إلى إيجاد ما وصفته بـ "سبل كفيلة بتسوية الأزمة السورية على أساس مبادئ بيان جنيف الصادر في 30 يونيو 2012 وتشمل جولة راتني، الذي عين في يوليو الماضي، زيارة الرياض للقاء كبار المسؤولين السعوديين، وجنيف حيث سيجتمع مع المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا ستيفان دي ميستورا. وبالتزامن مع وجود راتني في موسكو، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية تمسك واشنطن بتحقيق انتقال سياسي حقيقي وتفاوضي في سوريا بعيدًا عن بشار الأسد، وأكدت على رأي الإدارة الأميركية بأنّ الأسد فقد شرعيته بالكامل وأن رحيله يشكل جزءًا من الانتقال السياسي الحقيقي، لافتى إلى أنّ استمرار سلطة الأسد يغذي التطرف ويؤجج التوتر في المنطقة، ولذلك يعد الانتقال السياسي ضروريا ليس لتحقيق مصلحة الشعب السوري فحسب، بل وهو أيضا جزء مهم من المعركة لإلحاق الهزيمة بالمتطرفين. بحسب روسيا اليوم فإن التصريحات المتشددة للولايات المتحدة تعكس إصرار الولايات المتحدة على استبعاد أي جهود سياسية أو دبلوماسية للحوار، وعدم منح السوريين الحرية في إرساء قواعده ومبادئه، تؤكد من جهة أخرى خلط الأوراق، ووضع كافة المعوقات أمام الجهود التي تقوم بها موسكو في ساحة الحوار التي تضم مختلف فصائل المعارضة السورية في الداخل والخارج. بل وتتعمد واشنطن تكرار الإعلان عن مواقفها المتشددة كلما تمكنت موسكو من إجراء لقاءات بين فصائل المعارضة السورية. المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط و شمال أفريقيا ميخائيل بوغدانوف لا أحد يعرف ماذا طرح المبعوث الأمريكي في مباحثاته مع بوغدانوف خلف الأبواب المغلقة، ولكن بيان الخارجية الأمريكية يفيد بشكل أو بآخر أن واشنطن تتلاعب بالصياغات وتصر على المضي قدما في سيناريوهات العنف والحلول العسكرية، وتجهيز وإعداد الفصائل المسلحة التابعة لما يسمى بالمعارضة "المعتدلة". ومن جهة أخرى تسعى إلى توريط المزيد من الدول، تحت مزاعم مكافحة الإرهاب، في سيناريو العنف المسلح الذي تمهد له في سوريا. كل ذلك والمشاورات الروسية المكثفة تجري منذ مطلع أغسطس الجاري مع مختلف الأطراف السورية واللاعبين الدوليين، ومن ضمنها اللقاء المقرر لوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونائبه بوغدانوف يوم الاثنين المقبل مع أعضاء لجنة المتابعة للقاءات موسكو التشاورية. في هذا الصدد تحديدا قالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن لافروف سيستقبل قدري جميل القيادي في الجبهة الشعبية للتغيير والتحرير، والمنسق العام لهيئة التنسيق الوطنية المعارضة حسن عبد العظيم، وأعضاء اللحنة الآخرين، مشددة على أن اللقاء يأتي في سياق الجهود التي تبذلها روسيا من أجل تسريع إطلاق العملية السياسية في سوريا على أساس أحكام بيان جنيف. لقد التقى وزير الخارجية الروسي في مطلع أغسطس الجاري مع نظيريه الأمريكي جون كيري والسعودي عادل الجبير، وأعلن أن الأطراف اتفقت على توحيد الجهود لمكافحة تنظيم داعش الإرهابي، لكن الأمور لا تزال تواجه صعوبة في التوصل إلى مقاربات مشتركة في هذا المجال.