فى عزف جماعى متوقع شن بعض الإعلاميين المصريين ومواطنون عاديون حملة هجوم ضارية ضد قطر لأنها تحفظت فى بيان الجامعة العربية على الضربة المصرية ضد مواقع داعش فى ليبيا. لكن غير المتوقع أن العزف طال كل دول مجلس التعاون الخليجى الذى أصدر بيان تضامن مع قطر ضد الانتقادات المصرية ثم سحبه فى موقف غامض يثير الكثير من علامات الاستفهام. يمكن تفهم وتقبل إحباط وغضب المواطنين والإعلاميين المصريين من الحكومة القطرية. هى أخطأت خطأ كبيرا يصل إلى الخطيئة حينما تحفظت على الضربة المصرية. يمكن أن نتجادل بشأن أى شىء فى ليبيا ومستقبلها وطريقة حكمها، لكن ما لا يمكن النقاش بشأنه هو حق مصر الكامل فى القصاص من عصابات داعش التى ذبحت أبناءنا العزل فى ليبيا بعد أن خطفتهم بطريقة تخلو من أى رجولة أو فروسية. من حق قطر أن تؤيد جماعة الإخوان، شرط أن تعلن ذلك، وتتحمل مسئوليته ونتائجه، لكن أن تتحفظ على قصاص جيشنا من داعش، فهو أمر غريب ومريب، لأنه يعنى أيضا إما أنها تؤيد داعش أو تحاول الشوشرة على مصر بأى صورة، وقول وزير خارجيتها بدعم مصر كلام لا يقنع أحدا. هى تقول إن ضربتنا لداعش ليبيا تسببت فى سقوط ضحايا مدنيين.. سوف نفترض أن هذا الزعم صحيح، وبالتالى نسألها: أنتم تشاركون فى التحالف الدولى بزعامة أمريكا لضرب داعش فى العراق وسوريا، فهل تنزلون على الأرض فى كل غارة لتتأكدوا أن الغارة أسقطت مدنيين أم لا؟. نعود مرة أخرى إلى الداخل المصرى ونقول إن من حق الإعلام وأى شخص أن ينتقد الحكومة القطرية وموقفها شرط ألا يتم التجاوز فى أعراض الناس أو الخلط بين الحكومة التى نختلف معها، والشعب الذى هو شقيق لنا مهما حدث. ثم إنه من قبيل الخطيئة أن نسخر من عدد سكان قطر الصغير أو مساحتها المحدودة لأنه بهذا المنطق يحق للصين أو الهند السخرية من كل بلدان العالم. قلة عدد السكان أو صغر المساحة ليس عيبا نعاير به الآخرين، وكثرة السكان ليست ميزة دائما وإلا ما نظمنا حملات لتنظيم الأسرة!!!. أما الأسوأ فهو أن بعض الإعلاميين طور من أدواته وبدأ فى الهجوم السافر ضد كل دول مجلس التعاون الخليجى وبيان أمينه العام عبداللطيف الزيانى قبل أن يتم حتى التأكد من صحته. ربما هناك انقسام داخل المجلس وربما أراد البعض التضامن مع قطر، وتقديرى أن هذه المعركة ما كنا فى حاجة إليها من الأساس ونحن نبحث عن كل المتضامنين معنا فى التحديات الصعبة التى تواجهنا. كان يمكن تأجيل هذه المعركة إلى وقت لاحق، فخلافنا مع قطر قديم والمؤكد أنه سوف يستمر لوقت طويل، ثم إنه ليس من مصلحتنا الآن أو فى أى وقت أن نخسر الأصدقاء ومجانا. وليس من مصلحتنا أن ندخل فى خناقة مع بقية دول مجلس التعاون. هذه البلدان وقفت معنا وقفة مصيرية بعد ٣٠ يونيو وقدمت لنا مساعدات استراتيجية لولاها ربما ما كنا اجتزنا العديد من الصعاب. بالطبع هى فعلت ذلك دفاعا عن مصالحها القومية، لكن ينبغى أن نشكرهم فى كل الأحوال. وبالتالى فعلى بعض الإعلاميين أن يكفوا عن تشنجهم ويتوقفوا عن ضرب كرسى فى كلوب العلاقات المصرية الخليجية. هذه النوعية من الإعلاميين المصريين خطر شديد على مصر وأمنها ورئيسها. ممارساتهم هى أفضل خدمة يمكن تقديمها لجماعة الإخوان وسائر الإرهابيين فى هذه الأيام. يا أيها الدببة توقفوا عن قتل أصحابكم. *نقلا عن جريدة "الشروق" المصرية