العملية العسكرية في اليمن تفرز الأصدقاء من الأعداء

لم تكد تمر ساعات على محاولة الحوثيين السيطرة على عدن العاصمة المؤقتة للرئيس اليمني عبد ربه هادي منصور حتى وأطلقت السعودية عملية عسكرية وصفت بالضخمة على مواقع لهم في صنعاء وعدن. ليس هناك شك في أهمية العملية العسكرية في هذا التوقيت الحرج الذي تصعد فيه جماعة الحوثي بمبدأ القوة على الأرض لا الحوار، وبدعم إيراني غير خفي. لكن هناك جانب مهم أبرزته الهجمة، وهو إعلان الإنحيازات لدول المنطقة التي تشهد إضطرابا وصراعا دوليا وإقليميا بين أطراف عدة. 1- دول مجلس التعاون الخليجي بادرت دول مجلس التعاون الخليجي فيما عدا سلطنة عمان إلى إصدار بيان تستجيب فيه لدعوة الرئيس اليمني المعترف به دوليا، ولتشكل تحالفا اسمته "تحالف دعم الشرعية باليمن". 2- سلطنة عمان وهي الدولة الخليجية الوحيدة التي لم تشارك في الضربة العسكرية أو البيان الخليجي، وكثيرا ما كان ينظر للسلطنة على أنها حلقة الوصل بين الخليج وإيران، بدررجة جعلتها تتوسط في بين السعودية وجماعة الحوثي قبيل لجوء الأخيرة إلى فرض سيطرتها بالقوة على الأرض. وقد أرسلت الإمارات 30 طائرة للمشاركة في العملية حسب وكالة الصحافة الفرنسية. 3- باكستان وكثيرا ما تنسق باكستان على أعلى مستوى مع القيادة السعودية، مهما اختلفت الأسماء في البلدين بحسب ما تشير لهه التقارير التي تزعم بوجود برنامجا نوويا مشتركا بين البلدين تحسبا لامتلاك إيران سلاحا نوويا ذات يوم. واليوم أعلنت وزير الخارجية الباكستانية أنها تدرس طلبا سعوديا لتدخلها عسكريا ضمن التحالف الذي تقوده المملكة، بعد أيام من موافقة الأمم المتتحدة على توسيع باكستان لحدوده البحرية بالقدر الذي جعلها بلدا خليجيا على الجانب الآخر. 4- مصر ولا يعتبر التدخل المصري الذي ابدت السلطات أنها مستعدة له بحريا وجويا هو تدخل لمجرد اأمين المجرى الملاحي في مضيق باب المندب الذي سيؤثر أي توتر به على قناة السويس ذات الأهمية الاقتصادية البالغة للقاهرة. إذ يوجد جانب آخر وهو الوعود التي لطالما كررها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قبل وبعد انتخابه لمنصبه بعدم التأخر عن التدخل العسكري في المنطقة إذا وجد ضرورة لذلك، وهو ما قوبل بدعم خليجي اقتصادي وسياسي للرئيس الذي تشهد بلاده اضطرابا سياسيا ووضعا اقتصاديا صعبا. إذ اعلنت وزارة الخارجية المصرية ليل الاربعاء الخميس في بيان ان "التنسيق جار حاليا مع المملكة العربية السعودية ودول الخليج الشقيقة بشأن ترتيبات المشاركة بقوة جوية وبحرية مصرية، وقوة برية اذا لزم الامر. 5- الأردن وهي حليف للسعودية في الحرب على تنظيم الدولة الإسلامية، وتلقت الكثير من الدعم العسكري في حملتها الإنتقامية لطيارها معز الكساسبة الذي اعدمه التنظيم حرقا. فقد أعلن مصدر أردني مسؤول ان مقاتلات سلاح الجو الأردني تشارك في عملية تقودها السعودية مع حلفاء عرب على الحوثيين في اليمن. وأضاف المصدر الأردني المسؤول لرويترز أن مشاركة الطائرات الأردنية تأتي دعما للشرعية في اليمن مضيفا أن أمن اليمن ومنطقة الخليج يمثلان مصلحة استراتيجية عليا للأردن. 6- المغرب والسودان وشهدت العلاقات الدبلوماسية بين المغرب والسعودية تحسنا ملحوظا الفترة الأخيرة، وأعلنت المغرب استعدادها للتدخل الجوي ضمن التحالف. لكن الأهم والأبرز هو موقف الرئيس عمر البشير الذي أعلن بعد لقاءه بوزير الدفاع السعودي الأمير محمد بن سلمان عن قطع علاقته مع الرئيس اليمني المعزول علي عبد الله صالح، فيما ذكرت تقارير صحفية عن استعداد الخرطوم في تخفيض التمثيل الدبلوماسي مع طهران التي تدعم جماعة الحوثي. وأعلن موقع الكتروني تابع للجيش السوداني، أن السودان شارك في عملية"عاصفة الحزم". 7- الولايات المتحدة وتدعم الولايات المتحدة عملية "عاصفة الحزم"، إذ اعلن البيت الابيض ان واشنطن تنسق بشكل وثيق مع السعودية وحلفاء عرب آخرين في اطار العملية العسكرية التي تشنها هذه الدول ضد المتمردين الحوثيين في اليمن. وجاء في بيان لبرناديت ميهان المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي الأميركي ان الرئيس باراك اوباما سمح بتقديم مساعدة لوجستية ومخابراتية في العمليات العسكرية التي تقودها دول مجلس التعاون الخليجي. ونددت ميهان مجددا بالهجوم الذي يشنه الحوثيون مشددة على ان الولايات المتحدة تبقى على اتصال وثيق مع هادي. ودعت ميهان الحوثيين إلى وقف أعمالهم التي تزعزع البلاد فورا وإلى العودة الى المفاوضات التي تشكل جزءا من الحوار الوطني. 8-الصين وفي أولى ردود الفعل الدولية الأخرى جاء من بكين أن الحكومة الصينية قلقة للغاية بشأن تدهور الوضع في اليمن بعد إعلان السعودية بدء عمليات عسكرية على المقاتلين الحوثيين. وقالت المتحدثة باسم الوزارة هوا تشون يينغ في مؤتمر صحفي إن الصين تحث كل الأطراف على الالتزام بقرارات مجلس الأمن الدولي الخاصة باليمن وحل النزاع عن طريق الحوار. 9- إيران أما في طهران فقد حذر حذر رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني علاء الدين بروجردي اليوم الخميس السعودية "من عواقب خطرة لتدخلها العسكري في اليمن ونقلت قناة "العالم" دعوته إلى الرياض "إلى إنهاء عدوانها بأسرع وقت وحل الأزمة اليمنية بالطرق السياسية".