الرقم الذي أُفصح عنه أمس الأول في منتدى سيدات الأعمال والذي كشف عن حجم الودائع النسائية التي وصلت إلى 60 مليار ريال و130 ألف سجل تجاري تم استخراجهن بأسماء سيدات، يحمل الكثير من الدروس التي يمكن أن نتعلم منها. حجم البطالة بين النساء في المملكة يصل إلى 32%، نكاد نجزم بأن هذه النسبة تخفي وراءها قدرات هائلة بإمكانها إحداث نقلة نوعية على مستوى الاقتصاد الوطني إن نحن أجدنا توظيفها وتوجيهها ووضعها على الطريق الصحيح، فالدول الكبرى تفاخر بقدراتها البشرية وتراها داعماً لاقتصادها لا عبئاً عليه.. والجدير التذكير به أن تجربة انخراط المرأة في السوق السعودية قبل عامين كشفت عن حماسة ورغبة كبيرتين من الموظفات اللاتي أتيح لهن الانخراط في مجال الأعمال أو التحقن بوظائف عزّزت من قدرتهن ووضعهن المالي، ليس على المستوى الشخصي بل العائلي كذلك. إن الدعم الاجتماعي لسيدات الأعمال أو التجارب التجارية الناشئة ضرورية لدرجة كبيرة، فبسبب الوعي وإدراك أهمية التجارة بزغ لدينا الكثير من السيدات في عالم الاقتصاد والأموال في المملكة، وبلغت شهرتهن المستوى الدولي، وإذا نظرت إليهن تجد عدداً لا بأس به هن في واقع الأمر بنات أو حفيدات رجال أعمال مؤسسين وقديرين في مجتمعنا. لقد أبانت وسائل التواصل الاجتماعي قدرة المرأة السعودية على إنشاء عملها الشخصي بمبادرة ذاتية، من خلال توظيفها لمهاراتها الخاصة، فكان أن جنت بعضهن أرباحاً مالية مجزية، واستطعن الانتقال بأعمالهن من مرحلة التجربة إلى مرحلة الاحتراف، وأصبح عدد منهن يملك سمعة تجارية في أوساط المهتمين بنوعية السلع التي يروّجن لها. إن من الضروري مأسسة عمل المرأة التجاري ليتسنى تنظيم هذه القدرات وتوظيفها بالشكل المناسب، والاستفادة من خبرات سيدات الأعمال المخضرمات في هذا الجانب، باعتبارهن قدوة يمكن أن تلهم العديد من الشابات والنساء السعوديات التي تشير الإحصائية الرسمية أنهن يشكلن (49.1%) من المجتمع السعودي.. إن إنشاء مظلة جامعة لسيدات الأعمال تكون مهمتها الأخذ بيد الراغبات في الولوج للسوق سيحفز ويدفع بالكثير من أصحاب المبادرات لتنفيذ أفكارهن الإبداعية بعيداً الاجتهادات. في الإرث العربي والإسلامي أسماء نسوة عرفن بامتهان التجارة والبيع والشراء، ولقد عُرف عن أم المؤمنين خديجة بنت خويلد تجارتها إلى الشام واليمن، وكانت دائمة التدقيق والتمحيص فيمن تختاره للعمل معها حتى تضمن سلامة أموالها وعظيم ربحها. وفي المملكة يتحدث الكثير من كبار السن عن نسوة كن يبعن ويشترين في الأسواق، حدث ذلك منذ زمن ليس ببعيد. منقول جريدة الرياض