في ملتقى المجالس البلدية القائم مطلع سبتمبر و تحديدا في جلسة آليات التواصل بين المجالس و الاعلام دار النقاش حول سبل اهتمام وتفاعل الاعلام مع اخبار هذه المجالس بطريقة يطمح الاعضاء ان تكون مهنية ولا تبحث عن الاثارة فحسب ، بدى لي و لبعض الحضور على الاقل ان هناك لوم و تحامل على الصحافيين في تغطية الانتخابات البلدية و دور المجالس البلدية ، و لكن ماذا يعرف اعضاء المجالس البلدية عن الصحافيين و اداء و سياسات وسائل الاعلام هنا! تجربة بسيطة خضتها قبل اكثر من عام في الولايات المتحدة عندما قمت بعمل زمالة مع قناة ان بي سي الامريكية في ديترويت اوضحت لي جوانب من الثقافة الاعلامية شبه المفقوة في مجتمعنا السعودي خاصة والعربي عامة ، فوسط اهتمام مجتمعنا خاصة بالوسائل الاعلامية الحديثة "منصات التواصل الاجتماعي" يبدو ان دور الصحفي التقليدي لم يعد المكان الوحيد المخصص لايصال صوت المواطن او المجالس البلدية او غيرها ، و كل من يدعي فشل الاعلام التقليدي في نقل صوته قد لا يجد اجابة عندما تسأله لمَ لم تستغل منصات التواصل الاجتماعي ! سأضرب لكم مثلا من تجربة زمالتي في اميركا عندما ذهبت مع الصحافية و المصور لرصد و عمل تقرير يخص مواطنا امريكيا لم يلتزم بدفع نفقات ابنه المقيم مع طليقته ، عمل موضوع كهذا بدأ باتصال مركز الشرطة المسؤول عن ملاحقته بالقناة و سؤالهم ان كان ذلك يهمهم و بعد بحث القناة في اولويات التقارير تقرر مرافقة الصحافية و المصور للشرطة ومداهمة الرجل في منزله ثم في مقر عمله حتى تم ايجاده فعلا و من ثم عمل لقاء سريع له ، و قصة اخرى قمنا بتصويرها ايضا كانت لشاب ترك مهنة الصحافة و انتقل لتصميم و صنع نظارات شمسية من ركام منازل ديترويت المحترقة و البالية و التي تعني الكثير لاهل ميشغن و امريكا بعد افلاس المدينة وهجرة سكانها ،هذا التقرير ايضا كان قد تم بعد اتصال الشاب "المصمم" على القناة وعرض قصته فإن وجدت اهتماما من القناة سيتم تصويرها وان لم يكن فالشاب مقتنع بأن قناة اخرى ستجد فيه قصة جيدة . اذا فالعمل الاعلامي متكامل من عدة اطراف فلا يعتقد صاحب الموضوع انه يتسول الصحافي وتغلب عليه كرامته و لا الصحافي عليه اهدار القصص فهو بحاجة لملء وقت البرنامج او مساحة الصحيفة ، و من المهم دوما التذكر بـأن القصة يجب ان تقدم بصيغة لافتة قد تحتمل الريتوت في تويتر او الاطلاع عليها في صحيفة وليس مجرد ملء فراغ. هناك طرق عدة على المجالس البلدية وغيرها الاهتمام بها لنقل اخبارهم الى وسائل الاعلام خصوصا في ظل غياب الاعلام المتخصص، و ليس النقل فحسب بل جذب المواطنين و المتلقين لجهودهم المبذولة تجاه احياءهم و لربما كان من اهمها فهم التعامل مع وسائل الاعلام المختلفة و جذبهم باخبار تستحق النشر ، و تنظيم جهودهم بتخصيص قسم اعلامي و متحدث و استخدام منصات وسائل التواصل الاجتماعي بحساب نشط و نشط و فاعل مخصص للجهة و اشراك شخصيات الوسائل الاجتماعية النشطة في تسليط الضوء على دورهم.