استهل مقال افتتاحي في صحيفة التايمز البريطانية نقله موقع بي بي سي الإخباري أنه بالتأكيد على أن اللاجئين السوريين يمثلون اختبارا مهما لقدرة الاتحاد الأوروبي على التحرك لمواجهة الأزمات، مطالبا بريطانيا بأن تنتهز الفرصة وتأخذ بزمام المبادرة. وقالت الصحيفة إنه خلال 48 ساعة تجلت أزمة هوية تهدد أسس الاتحاد الأوروبي على قضبان السكك الحديدية قرب العاصمة المجرية بودابست. ورأت الصحيفة أن رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان مخطئ في اعتقاده بأنه إذا "سُمح للجميع بالدخول، فإن أوروبا ستنتهي." وأكدت على أن هذه الأزمة ستنتهي عندما تتراجع وتيرة القتال في سوريا. وقالت التايمز إن أوروبا برهنت على عجزها عن مساعدت اللاجئين لأنه لا يوجد إجماع أوروبي بشأن تحديد الطرف المسؤول عن مأساتهم، ولا على كيفية التعامل مع هذه الأزمة. كما لا توجد قيادة أوروبية مستعدة لإيجاد حالة إجماع، ولا تتوافر آلية أوروبية لتطبيق السياسات. واختتمت الصحيفة بالتأكيد على أن الحرب السورية مشكلة أوروبية، و"بريطانيا دولة أوروبية رائدة، وقد حان الوقت كي تتصرف بما يتفق مع ذلك." وتصدرت عدد صحيفة الاندبندنت البريطانية الصادر يوم الأربعاء 2 سبتمبر صورة جثة طفل سوري قذفتها أمواج البحر إلى شاطئ بلدة "بودروم" الساحلية في تركيا بعد غرقه ضمن مجموعة من 11 شخصا كانوا على متن زورق كان يقلهم في اتجاه السواحل اليونانية. وتساءلت الصحيفة في عنوانها العريض على صدر صفحتها الأولى قائلة: "إذا عجزت هذه الصورة الصادمة لجثة طفل سوري غريق عن تغيير الموقف الأوروبي من استقبال اللاجئين السوريين؟ فما العمل؟." وانتقدت الصحيفة صناع القرار الأوروبيين وقالت "مع توالي صور هذه المأساة تزداد مواقف السياسيين الأوروبيين تشددا". ونقلت عن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون تصريحا بشأن اللاجئين السوريين قال فيه "لن أسمح لهذه الجحافل بولوج أراضي بلادي". منظمة العفو الدولية وصفت تعليقاته بأنها "مشينة". ورغم مشاهد المآسي التي تنقلها وسائل الاعلام الغربية يوميا تستمر بعض دول وحكومات الاتحاد الأوروبي في تشديد إجراءاتها لوقف ما تعتبره "زحفا بشريا" من الشرق. فقد استمرت السلطات المجرية في مد أسلاك شائكة على طول حدودها مع صربيا بل إن قوات الشرطة منعت مئات اللاجئين السوريين لليوم الثاني على التوالي من صعود القطارات المتوجهة الى ألمانيا. في مقابل هذه المواقف حفلت مواقف التواصل الاجتماعي على مدى الأيام القليلة الماضية بمطالب مواطنين أوروبيين بضرورة تخفيف القيود عن اللاجئين السوريين والسماح لهم بدخول أراضي دولهم. فقد تجاوب أكثر من 12000 آيسلندي مع حملة فيسبوكية أطلقتها الكاتبة برينديس بيورغفينسدوتير الآيسلندية طالبت فيها مواطني بلدها البالغ عددهم 300.000 نسمة فتح أبواب بيوتهم في وجه اللاجئين السوريين ضدا على قرار الحكومة التي استقبلت 50 لاجئا سوريا فقط. وفي ظرف 24 ساعة، استجاب الآلاف عبر الفيسبوك لدعوة الكاتبة، وعرضوا ايواء اللاجئين. وكتبت مغردة ايسلندية تقول: "أنا أم لطفل في السادسة وبإمكاني استقبال طفل عند الحاجة. أنا مدرسة وبوسعي أن أعلمه النطق والقراءة والكتابة باللغة الآيسلاندية. لدينا ملابس وسرير وألعاب وكل ما يمكن أن يحتاج إليه طفل، كما سأدفع قيمة تذكرة الطائرة بطبيعة الحال." وأثارت هذه التغريدات والتعهدات الإنسانية انتباه رواد فيسبوك وتويتر خصوصا في العالم العربي. وتوالت المقارنات والتساؤلات لماذا لا تحذو الحكومات العربية حذو حكومة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل وتفتح أبوابها أمام اللاجئين السوريين. وعلق ناصر ابراهيم في تغريدة له قائلا: "ميركل ترحب باللاجئين والعالم الاسلامي يتفرج" وانتقد العديد من المغردين حكومات الدول العربية الخليجية وقال مغرد اسمه محمد عباس "أغلقت الدول الخليجية حدودها في وجه اللاجئين السوريين وتركتهم يواجهون زوارق الموت". وتساءل محمود في تغريدة على موقع تويتر "كنت اتمنى ان يتوجه اللاجئون السوريون الى الحدود السعودية والإيرانية وليس الي القارة الأوروبية. فايران تدعم بشار والسعودية تدعم التكفيريين." يذكر أن عدد اللاجئين السوريين تجاوز عتبة 4 ملايين موزعين على تركيا ولبنان والأردن ولبنان والعراق بينهم 24.000 استقروا في دول المغرب العربي.