قالت وسائل اعلام لبنانية إن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون وصل إلى بيروت يوم الاثنين لتفقد مراكز لاجئين فارين من الحرب في سوريا المجاورة والتي أدت الى لجوء نحو مليون شخص الى لبنان وتوجه عشرات الالاف صوب أوروبا. وبحسب رويترز يزور كاميرون مراكز اللاجئين أولا ثم يلتقي بنظيره اللبناني تمام سلام وسط أزمة لاجئين ناجمة عن الحرب الأهلية في سوريا. ووصل كاميرون إلى بيروت الاثنين في زيارة غير معلنة مسبقا تخصص لبحث أزمة اللاجئين، حسبما أفادت بي بي سي . ويعيش في مخيمات اللاجئين السوريين في لبنان نحو 1.1 مليون شخص فارين من ويلات الحرب في سوريا. وربع سكان لبنان هم لاجئون وتستضيف البلاد أكبر عدد من اللاجئين بالنسبة لعدد سكانها ودعت الدول الاخرى الى تحمل نصيب من العبء. وقتلت الحرب السورية ربع مليون شخص منذ عام 2011 وشردت نحو نصف عدد السوريين وهو ما أدى الى لجوء أربعة ملايين في الخارج ونزح نحو 7.6 مليون شخص في الداخل. وهذه أسوأ أزمة لاجئين يشهدها العالم منذ الحرب العالمية الثانية. ويعيش بعض اللاجئين في لبنان في مراكز خيام غير رسمية دون توفير ميسر للكهرباء والمياه النقية بينما يستأجر آخرون مرائب او غرفا خالية او مبان شاغرة لايواء أسرهم. ويتدفق عشرات الالاف من اللاجئين من اليونان عبر البلقان والمجر على غرب اوروبا. ودفعت الازمة بعض الزعماء الغربيين للاعلان عن استقبالهم اعدادا أكبر من اللاجئين وتصدرت ذلك المانيا التي تنتظر وصول 800 الف لاجيء هذا العام. وأعلنت بريطانيا انها ستستقبل 20 الف لاجيء خلال الخمس سنوات القادمة. وكان كاميرون أعلن الأسبوع الماضي أن بريطانيا ستستقبل 20 ألف لاجئ سوري إضافي في السنوات الخمس المقبلة من دول مجاورة لسوريا. ويخضع كاميرون لضغوط شديدة من الداخل والخارج حول طريقة تعامله مع أزمة اللاجئين السوريين وتعهد الأسبوع الماضي بمساعدة الدول التي يأتي منها اللاجئون في الحفاظ على استقرارها. واستقبلت بريطانيا 216 لاجئا سوريا العام الماضي ومنحت حق اللجوء إلى قرابة خمسة آلاف آخرين منذ بدء النزاع في 2011 وهو رقم أقل بكثير مقارنة بدول أوروبية أخرى مثل فرنسا وألمانيا والسويد. هذا وفرضت ألمانيا مؤخرا إجراءات مؤقتة على الحدود مع النمسا في محاولة منها لخفض عدد طالبي اللجوء إلى البلاد. وقال وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزيير إنه بلاده ولاعتبارات أمنية ستعيد فرض إجراءات ضبط الحدود على الحدود الداخلية (للاتحاد الأوروبي) مؤقتا، وأن التركيز سيكون أولا على الحدود مع النمسا، مشيرا إلى أن الهدف من هذه الإجراءات هو الحد من التدفقات الحالية إلى ألمانيا والعودة إلى الإجراءات المعتادة التي تنظم دخول الأشخاص إلى البلاد. وكانت متحدثة باسم شركة السكك الحديدية النمساوية "أو.ئي.بي.بي" أعلنت الأحد أن السلطات ألألمانية قررت وقف حركة القطارات القادمة من النمسا، مشيرة إلى أن رئيس شركة السكك الحديدية الألمانية أبلغ نظيره النمساوي بهذا القرار. من جهتها انتقدت مفوضية اللاجئين الأممية تعارض اللوائح الحدودية بين دول الاتحاد المتعلقة بدخول اللاجئين. وقالت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة الأحد 13 سبتمبر إنه يجب على الاتحاد الأوروبي منع حدوث تعارض في اللوائح الحدودية بين دوله حتى لا يقع آلاف اللاجئين في "مأزق قانوني". ولفتت المفوضية إلى أن اجتماع وزراء داخلية الاتحاد الأوروبي الاثنين سيتمخض عن قرارات مهمة للغاية في هذا الخصوص. هذا ويبحث وزراء داخلية دول الاتحاد الأوروبي (28 دولة) في اجتماع طارئ الاثنين مقترحات المفوضية لإعادة توزيع نحو 160 ألفا من طالبي اللجوء في دول الاتحاد.