أقر الجنرال لويد أوستن، أعلى قائد عسكري أمريكي في الشرق الأوسط، بأنه لم يعد يقاتل تنظيم داعش في سوريا من مقاتلي المعارضة السورية المسلحة الذين دربتهم الولايات المتحدة سوى أربعة أو خمسة مقاتلين فقط. وكانت الولايات المتحدة الأمريكية قد أعلنت العام الماضي أن عناصر المعارضة السورية "المعتدلة" سيتم تدريبها وتزويدها بأسلحة متطورة، سيحميها الجيش الأمريكي بغطاء جوي حين يجري الدفع بها إلى ساحات القتال. إلا أن الفشل لاحق برنامج التدريب الأمريكي الذي انطلق رسميا منذ مايو الماضي، على الرغم من كل الترتيبات التي رصدت لها واشنطن 500 مليون دولار، إذ وقع أفراد من الفرقة "30" التي كونتها واشنطن في قبضة "جبهة النصرة" أكثر من مرة ما دفع سلاح الجو الأمريكي للتدخل في إحدى المرات لحمايتهم من هجوم للجبهة، وأصبحوا بذلك عبئا بدل أن يكونوا رأس حربة على الأرض. وبحسب وكالة بي بي سي اعترف الجنرال أوستن في حديثه أمام لجنة بمجلس الشيوخ الأمريكي إن أول 54 ممن أنهوا برنامج التدريب هاجمهم مسلحو تنظيم القاعدة فور دخولهم سوريا في يوليو. وكان قد قبض على بعضهم، وقتل بعضهم الآخر، أما الباقون فتفرقوا في البلاد. ويقول مراسل لبي بي سي في واشنطن إن اعتراف الجنرال أوستن اتهام صارخ لاستراتيجية الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، لهزيمة تنظيم "الدولة الإسلامية"، في الوقت الذي لا تزال فيه القوات الأمريكية بعيدة عن جبهة القتال. الجنرال أوستين أقر أيضا أمام لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ بأن برنامج التدريب تأخر كثيرا عن مواعيده المقررة وأن أهدافه لم تتحقق، مشيرا إلى أن الجيش الأمريكي يُجري حاليا مراجعة واسعة له. وبحسب روسيا اليوم زادت على ذلك كريستين ورموث، وكيلة وزير الدفاع للشؤون السياسية في نفس المناسبة بالقول إن الولايات المتحدة تعكف حاليا على تدريب ما بين 100 - 120 مقاتلا سوريا فقط، فيما كانت واشنطن أعلنت في مايو الماضي أنها تخطط لتدريب نحو 5400 مقاتل كل سنة على مدى 3 أعوام. ولم تتمكن الولايات المتحدة من شن حرب برية ضد تنظيم داعش بواسطة متدربيها السوريين "المعتدلين" المنطوين تحت لواء "الفرقة 30"، ولم تستطع تسجيل نتائج تذكر في الحرب الجوية التي يشنها ائتلاف دولي تقوده ضد تنظيم "الدولة" في سوريا والعراق منذ مدة طويلة. نتائج وصفتها الخارجية الروسية بأنها متواضعة جدا، وأنها لم تعجز فقط عن إيقاف الإرهابيين، بل ساهمت في زيادة عدد مناصريهم والراغبين في الانضمام إلى صفوفهم حسبما أشارت وكالة روسيا اليوم. هذه النتائج الضئيلة دفعت وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الذي لم يخف شكوكه حيال حرب الولايات المتحدة الجوية ضد تنظيم "الدولة"، مشيرا إلى أن تحليل عمليات قوات التحالف الجوية يخلق انطباعا غريبا، ويثير هواجس بأن الغرض الحقيقي لهذه العمليات الجوية خفي لا علاقة له بالمُعلن. ولم يكتف رئيس الدبلوماسية الروسية بإثارة شكوك مشروعة، بل كشف عن وجود معلومات عن رفض القيادة الأمريكية قصف مواقع لتنظيم "الدولة"، وقال في هذا الصدد: "آمل أن لا أخيب أمل أحد حين أقول إن بعض زملائنا في الدول المشاركة في الائتلاف يقولون إن معلومات تتوفر لديهم أحيانا عن مواقع مسلحي داعش، إلا أن قيادة التحالف لا تعطي موافقتها على قصفها!".