منح قائد القوات المسلحة الليبية اللواء خليفة حفتر الضوء الأخضر للقيادات العسكرية كي تباشر عملية "الحتف" لتحرير مدينة بنغازي في الوقت الذي أبدت فيه الأمم المتحدة استهجانها للتصعيد. وعقد حفتر، السبت ، اجتماعا موسعا مع قادة كتائب الجيش، ناقش خلاله تفاصيل المعركة الأخيرة، لتحرير مدينة بنغازي. كما أعطى تعليماته للطيارين في قاعدة "بنينا" الجوية وقادة المحور الغربي، بقصف أهم وآخر معاقل هذه الجماعات التي تتمثل في الفرع الليبي لتنظيم "داعش"، وكتائب ما يسمى بالدروع، وتنظيم ما يعرف بـ"أنصار الشريعة". وحسب وكالة الأنباء الليبية، يعد هذا الاجتماع الأول منذ أشهر، ويهدف إلى إحراز تقدم عسكري في بنغازي، التي يقاتل فيها الجيش والقوات المساندة له من شباب الأحياء، منذ أكثر من عام دون التمكن من القضاء بشكل نهائي على الجماعات الإرهابية. وتمهد عملية "الحتف" إلى تقدم القوات البرية بالجيش الليبي لحسم المعركة البرية في المدينة. من جهتها، استنكرت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا بشدة التصعيد العسكري الأخير في بنغازي، مشيرة إلى تسببه في نزوح أكثر من 100 ألف مواطن، وتحويل بعض الأحياء السكنية إلى ركام. وأوضحت البعثة عبر موقعها الإلكتروني أن توقيت الضربات الجوية يهدف بشكل واضح إلى تقويض الجهود المستمرة لإنهاء الصراع في الوقت الذي وصلت فيه المفاوضات إلى مرحلة نهائية وحرجة. ودعت أطراف الصراع إلى التوقف الفوري عن الهجمات العشوائية، مشيرة إلى أن الهجمات على المدنيين محظورة وفقا للقانون الإنساني الدولي وتعد جرائم حرب ويحاسب المسؤولون عنها. يشار إلى أن سلاح الجو التابع للواء خليفة حفتر كثف غاراته الجوية على مواقع قال إنها تابعة لمجلس شورى ثوار بنغازي، ما أسفر عن أضرار بمنازل المدنيين. فيما أكد مصدر عسكري ليبي أن قوات الجيش تمكنت من تصفية 30 شخصا من العناصر الإرهابية في محور بو عطني، كما سيطرت على مخازن للأسلحة، مؤكدا مقتل 4 عناصر من قوات الجيش الليبي في العمليات. وأوضح المصدر، أن قوات الجيش الليبي تتقدم الآن نحو معسكر 36 بمحور بوعطني بمدينة بنغازي محققة تقدما ملحوظا في عملية ملاحقة الإرهابيين وتحرير المدينة من العناصر التكفيرية. المجلس العسكري بمصراته يعلن تأييده لتشكيل حكومة توافق في سياق آخر، أعرب المجلس العسكري في مدينة مصراته، الأحد، عن رفضه القاطع لما يثار عن تشكيل مجلس عسكري لحكم ليبيا، وتأييده التام للحوار الوطني في الصخيرات، وتشكيل حكومة توافق وطني. وأكد عزمه على محاربة الإرهاب وتنظيماته التي تتخذ من الإسلام ستارا لها. وأكد المجلس العسكري، في بيان صحفي تلاه إبراهيم بن رجب، رئيس المجلس العسكري لمصراته، تأييده لجهود المصالحة والاستقرار لكل المناطق، وضرورة تحرير "قوت" الليبيين (النفط)، وعودته للإنتاج لإنقاذ الاقتصاد الليبي. سياسيا، أعلنت البعثة الأممية لدى ليبيا الشروع في تجهيز مقترح مكتوب لاتفاق سياسي، إضافة إلى أسماء حكومة الوحدة الوطنية لتقديمها إلى الأطراف لتقرر وتصوت عليها. ونقلت "وكالة الشرق الأوسط للأنباء" عن الناطق الرسمي باسم البعثة الأممية، سمير غطاس قوله إن وفد المؤتمر المنتهية ولايته وصل إلى منتجع الصخيرات، ما يؤكد إرادتهم ورغبتهم في العمل على التوصل إلى حل. يذكر أن مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا، برناردينو ليون، كان قد أعلن قبل أكثر من أسبوع من الصخيرات أن 20 سبتمبر موعد ثابت للتوصل إلى اتفاق نهائي بين أطراف النزاع الليبي حول حكومة وحدة وطنية للخروج من الأزمة.