الفرنسية - شن طيران التحالف العربي الذي تقوده السعودية الاثنين غارات على مواقع للحوثيين وحلفائهم في صنعاء حيث يحتفل المتمردون بالذكرى الاولى لسيطرتهم على العاصمة اليمنية. وتاتي الغارات الجديدة فيما تستمر القوات الموالية للحكومة المعترف بها دوليا في حملتها البرية بمحافظة مأرب الاستراتيجية في وسط البلاد مدعومة من الاف الجنود من دول التحالف، وذلك بهدف الزحف لاستعادة العاصمة. وما زال الحوثيون يمسكون بزمام الامور في صنعاء بالرغم من الغارات اليومية التي يشنها طيران التحالف وخسارتهم في جنوب البلاد لاسيما طردهم من عدن، ثاني اكبر مدن البلاد. وشن الطيران غارات صباح الاثنين على مخازن للسلاح ومواقع عسكرية لقوات الرئيس السابق علي عبدالله صالح المتحالف مع الحوثيين في جبل نقم المطل على صنعاء. كما شن الطيران غارة على منزل الكحلاني النائب العضو في حزب المؤتمر الشعبي العام التابع للرئيس السابق الذي يحظى بولاء قسم كبير من قوات الجيش والامن في البلاد. وفي مأرب، قتل ١٨ مسلحا من الحوثيين وقوات صالح في غارات وقصف مدفعي ومواجهات مع قوات الجيش الموالي للحكومة والتحالف العربي في شمال وغرب مدينة مأرب خلال الساعات ال24 الماضية بحسبما افادت مصادر عسكرية . واكدت المصادر ان القتلى والجرحى سقطوا في معسكر ماس بشمال مأرب ومنطقة مجزر وصرواح والجفينة. وقد دعا الحوثيون انصارهم للتظاهر الاثنين في صنعاء احتفالا بالذكرى الاولى للسيطرة على صنعاء. ومن المفترض ان يتجمع انصار الحوثيين في منطقة باب اليمن التاريخية بوسط صنعاء في وقت لاحق الاثنين. من جهته، اكد زعيم التمرد عبدالملك الحوثي في كلمة بمناسبة مرور سنة على سيطرة حركته على صنعاء، الترحيب بشروط بحل سلمي للازمة. وقال تزامنا مع ارسال وفد من الحوثيين وحزب صالح الى مسقط للمشاركة في محادثات مع الامم المتحدة "نؤكد الترحيب بأي مساعي للحلول السلمية بالقدر الذي لا يمس بالسيادة الوطنية ولا يشرعن العدوان ولا ينتقص من حقوق الشعب اليمني واستحقاق ثورته الشعبية ومطالبه المشروعة". الا ان خطابه كان شديد اللهجة ازاء التحالف وخصومه اليمنيين، اذ دعا الى "مواجهة الاحتلال والمحتلين والمجرمين الطامعين الذين يريدون ... أن يسيطروا على هذا البلد وقاموا الى الآن باحتلال أجزاء منه بمعاونة من المرتزقة والخونة والعملاء المجرمين". ويأتي ذلك فيما تحاول الحكومة ترسيخ حضورها في المناطق التي تم طرد الحوثيين منها، لاسيما في عدن، كبرى مدن الجنوب. وقد نقلت الحكومة رسميا مقرها الاسبوع الماضي من الرياض الى عدن وسط تكهنات بعودة وشيكة للرئيس المعترف به دوليا عبدربه منصور هادي من العاصمة السعودية الى الاراضي اليمنية. وقال رئيس الوزراء خالد بحاح في كلمة مع قادة المنطقة العسكرية الرابعة في عدن ان "مرحلة اعادة البناء هي الاهم" بعد "تحرير" عدن والمناطق الجنوبية. واضاف "الان لدينا فرصة ذهبية" لاعادة بناء القوات المسلحة على اسس وطنية، في الوقت الذي تحاول فيه الحكومة دمج المقاتلين الذي حاربوا الحوثيين في الجنوب في "الجيش الوطني" الموالي لها. وسياسيا، ما زال اي افق لحل سياسي غائبا تماما، بالرغم من استمرار جهود مبعوث الامم المتحدة لوضع حد للنزاع الذي يدفع فيه المدنيون الثمن الاكبر. وفي 21 ايلول/سبتمبر 2014، سيطر الحوثيون على مقر الحكومة في صنعاء مستفيدين من دعم او تواطؤ من قسم كبير من الجيش اليمني الذي ظل مواليا لعلي عبدالله صالح. واتت السيطرة على صنعاء بعد حملة توسعية انطلق فيها الحوثيون الذي ينتمون الى المذهب الزيدي الشيعي من معاقلهم في صعدة بشمال البلاد، وسيطروا فيها على معاقل خصومهم التقليديين في شمال صنعاء. وبعد صنعاء، سرعان ما تمدد الحوثيون باتجاه الجنوب ووصلوا الى عدن التي كان الرئيس المعترف به دوليا عبدربه منصور هادي اعلنها عاصمة مؤقتة للبلاد وانتقل اليها من صنعاء. ومع وصول المتمردين الى عدن، اطلق تحالف يضم عشر دول تقريبا بقيادة السعودية، في 26 اذار/مارس عملية عسكرية ضد الحوثيين ودعما لشرعية هادي الذي انتقل الى الرياض. والعملية التي كانت جوية في بدايتها، تحولت الى برية مع مشاركة الاف الجنود، لاسيما من دول الخليج، في المعارك ضد المتمردين دعما لقوات هادي على الارض. وقتل اكثر من خمسة الاف شخص واصيب اكثر من 25 الفا بجروح منذ انطلاق العملية العسكرية في اذار/مارس، فيما تصف الامم المتحدة الوضع الانساني في اليمني ب"الكارثي". Copyright AFP or Agence France-Presse, 2015 .