هناك أمور في الحياة، نعرفها، ونحفظها، ونكاد نرددها كل يوم، لكن تغيب عنا قصة بدايتها، وكيف تطورت حتى وصلت لنا كما هي اليوم، بل نكاد نجهل الأشخاص الذين كانوا وراءها، وسبب ظهورها، من هذه الأمور أغنية مشهورة لا يخلو العالم من سماعها كل دقيقة، فهي تتردد في جهاته الأربع، مقطوعة «عيد الميلاد»، والتي انتهت بالأمس حقوق الملكية الفكرية لأشهر أغنية في العالم، والتي ترجمت لمعظم لغاته، والتي عرفت في البداية بـ«Good Morning to All» (صباح الخير للجميع)، لكن لا أحد اليوم يعرفها باسمها القديم، لكن الجميع يعرفها، ويكاد يحفظها باسمها الجديد، وعادة ما تغنى بكل لغات العالم في عيد ميلاد الناس العزيزين والغالين علينا، أغنية «Happy Birthday to You»، والتي كانت تدر مليوني دولار سنوياً، على أقل تقدير، ولمدة عشرين سنة ماضية، على شركة «وارنر- تشابيل» كحقوق ملكية فكرية، بسبب رسوم ترخيص حصلت عليها الشركة حينما اشترت مجموعة «بيرتش تري غروب» خليفة شركة «كلايتون إف سمي»، التي تدعي امتلاكها حقوق الملكية الفكرية الأصلية للأغنية، بقيمة 25 مليون دولار، عام 1988، والتي تعود في الأصل للشقيقتين «Patty Smith Hill» ((1868 –1946» التي كانت تعمل مدرسة، وقد كتبت كلماتها، و(Mildred J. Hill» (1859 –1916) التي كانت موسيقّية، وألفت اللحن، لكنها في البداية كانت مقطوعة موسيقية، غنائية موجهة لطلبة لرياض الأطفال التي كانت «باتي» مسؤولة عنها، ونشرت ضمن كتاب «قصص غنائية لرياض الأطفال» عام 1893، لكن لا أحد يعرف على وجه الخصوص من حوّلها إلى أغنية لعيد الميلاد، وغير كلماتها، وقد ظهرت عام 1912 وربما قبلها، كأغنية جديدة، ومختلفة، وإن حافظت على اللحن الطفولي المؤثر، وفي عام 1924، نشرت على يد «روبيرت كوليمان»، وطغت شهرتها في جميع أنحاء العالم، وخاصة من خلال السينما التي لا يخلو فيلم منها، بأي طريقة كانت، مما جعل الأخت الثالثة «جيسيكا» تطالب بحقوق هذه الأغنية، مع اعتراضها على تغيير كلماتها، وربحتها، وأعادت نشرها من خلال شركة «كلايتون أف.سمي» عام 1935، ثم انتقلت الملكية الفكرية لأكثر من شركة حتى وصلت عام 1988 لشركة «وارنر- تشابيل» والتي كانت تطمح أن تنتهي حقوق الملكية الفكرية عام 2033، لكن القاضي الأميركي أبطل هذه الملكية بحجة أن كلمات الأغنية ليست ملكاً لأحد، وبالتالي الأغنية مشاع للجميع. بعض الأشياء يجب أن تكون ملكاً للعالم، هذه أغنية كونية، وصلت لقلوب الجميع، لأنها صادقة، ولا تعرف حدوداً. نقلا عن الاتحاد الاماراتية