(رويترز) - طالبت فرنسا روسيا بأن تدعم أقوالها بالأفعال فيما يتعلق بقتال تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا في الوقت الذي سعت فيه القوى الكبرى يوم الثلاثاء إلى حل الخلافات بين موسكو والغرب حول كيفية انهاء الصراع السوري. وبعد أن دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين -الذي أرسل طائرات ودبابات لدعم الرئيس السوري بشار الأسد- إلى تشكيل ائتلاف جديد ضد الدولة الإسلامية يسعى دبلوماسيون الى سبل جديدة لبناء جبهة راسخة ضد المتشددين. ومن بين الافكار التي تم اقتراحها على هامش الاجتماع السنوي للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك استخدام نموذج مجموعة القوى العالمية التي نجحت في التوصل إلى اتفاق نووي مع إيران في 14 يوليو تموز وبث حياة جديدة في آلية سلام أوسع للأمم المتحدة توشك على الاحتضار. وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس ردا على تصريحات بوتين التي ادلى بها يوم الاثنين امام تجمع لزعماء عالميين "المهم في القتال ضد الدولة الإسلامية ليس الضربة الاعلامية بل الضربة الحقيقية." وقال فابيوس إن الروس "يتحدثون كثيرا لكنني استطيع القول بانهم لم يتعهدوا بأي خطط ضد الدولة الإسلامية... إذا كانت هي (روسيا) ضد الإرهابيين فمن الطبيعي أن توجه ضربات اليهم." ويقصف تحالف تقوده الولايات المتحدة أهدافا للدولة الإسلامية في سوريا منذ نحو عام بالاشتراك مع تحالف منفصل مع بعض الدول نفسها لضرب المتشددين في العراق المجاور. ويسيطر تنظيم الدولة الإسلامية على مناطق كبيرة في سوريا والعراق مستغلا الفوضى الناجمة عن الصراع السوري الذي بدأ قبل أكثر من أربعة أعوام عندما شن الأسد حملة على احتجاجات مناهضة لحكومته. خطط بوتين ويعتقد مسؤولون غربيون أن الأهداف الروسية في سوريا هي تدعيم الأسد وتعزيز وجود موسكو كقوة في المنطقة أكثر من مقاتلة المتشددين. وأبلغ بوتين الجمعية العامة للامم المتحدة ان الأسد يجب أن يكون جزءا من التحالف ضد الدولة الإسلامية. وأشارت واشنطن وحلفاؤها إلى احتمال بقاء الأسد في السلطة في الاجل القصير لكن من الضروري ان يحدث انتقال سياسي وألا يكون له دور على المدى الطويل. وقال فابيوس "الأمم المتحدة تصنف بشار على انه مجرم في حق الانسانية. كيف يمكن تصور عودة السوريين اذا ابلغناهم أن مستقبلهم يمر عبر الأسد؟" وبعد اجتماع بوتين والرئيس الأمريكي باراك أوباما يوم الاثنين قالت الدولتان إنهما ملتزمتان بتدمير الدولة الإسلامية واتفقتا على اجراء اتصالات بين جيشيهما لتجنب اي اشتباكات عارضة بين القوات في المنطقة. وقال وزير الخارجية الامريكي جون كيري يوم الثلاثاء "جرى الاتفاق على ضرورة أن تكون سوريا بلدا موحدا ومتحدا وان ثمة حاجة الى أن تكون علمانية وضرورة التصدي للدولة الإسلامية والحاجة إلى مرحلة انتقالية موجهة." وقال كيري لمحطة تلفزيون إم.اس.ان.بي.سي "الجميع يدرك أن سوريا في خطر وان العالم يحاول التوصل إلى حل ما سريعا." مستقبل الأسد ولا يزال مستقبل الأسد اكبر حجر عثرة وقال كيري ان الخلافات لا تزال قائمة حول ما يمكن أن تفضي اليه مثل هذه العملية الانتقالية. وأضاف أنه سيجري المزيد من المحادثات مع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف يوم الأربعاء. وقال أوباما اثناء اجتماع في الأمم المتحدة يوم الثلاثاء "أعتقد أن هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية تحتاج إلى زعيم جديد وحكومة (سورية) تشمل مختلف الاطياف وتوحد الشعب السوري في الحرب ضد الجماعات الإرهابية. ستكون هذه عملية معقدة." وقالت فيدريكا موجيريني مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي إنها التقت وزراء خارجية روسيا والصين وبريطانيا وفرنسا وألمانيا والولايات المتحدة على عشاء يوم الاثنين وبحثوا فكرة استخدام نموذج مجموعة خمسة+واحد لمعالجة الأزمة السورية على غرار ما حدث مع إيران. وقالت موجيريني في اجتماع آخر لوزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي المؤلف من 28 دولة ان الأعضاء ناقشوا ذلك الخيار وخيارات اخرى من بينها استخدام نفوذ الاتحاد الأوروبي في المنطقة. وأضافت قائلة "أظن أن علينا القيام ببعض مساعي الدبلوماسية المكوكية." وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إنه يأمل في أن يمثل اجتماع مجلس الأمن يوم الأربعاء لمناقشة مكافحة الإرهاب فرصة أخرى لوضع أساس قانوني دولي قوي لأي اجراء قد يكون ضروريا لقتال تنظيم الدولة الإسلامية. وروسيا هي رئيس مجلس الأمن لشهر سبتمبر أيلول وسيرأس لافروف الجلسة. لكن دبلوماسيين غربيين بمجلس الأمن عبروا عن شكوك في أن يسفر الاجتماع عن أي نتائج مهمة. وفشلت محاولة روسيا لإصدار بيان بالإجماع من المجلس بشان مكافحة الإرهاب بعدما رفضت واشنطن التفاوض على النص الذي قال دبلوماسيون إنه تطرق الي قضايا مثيرة سياسية مثيرة للانقسام كالأوضاع في سوريا واليمن وعملية سلام الشرق الأوسط. وفي كلمته أمام الجمعية العامة يوم الاثنين اقترح بوتين إجراء مفاوضات بخصوص قرار محتمل لمجلس الأمن "يهدف لتنسيق أعمال جميع القوات التي تتصدى للدولة الإسلامية."