الفرنسية - تلتقي الدول الكبرى وايران اليوم الاثنين في فيينا في الساعات الأخيرة من المفاوضات الهادفة إلى ابرام اتفاق تاريخي حول برنامج طهران النووي لا يزال غير مؤكد التحقق بعد سنوات من المباحثات. وقال وزير الخارجية الاميركي جون كيري الأحد بأنه آن الأوان لمعرفة ما إذا كنا قادرين على إبرام اتفاق لافتًا إلى أنّ المفاوضات مستمرة منذ سنوات. وأكد وزير الخارجية الألماني فرنك والتر شتانماير أنّ الفرصة متوفرة بعد 12 عامًا من المباحثات لحل هذا النزاع وسيوجه ذلك أيضا رسالة إلى المنطقة. ويرى وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أنّ القضية الرئيسية تكمن في معرفة ما إذا كان الايرانيون سيقبلون بالتزامات واضحة حول ما لم يتم توضيحه حتى الآن، مشيرًا فور وصوله لفينا الأحد إلى أنّ الأوراق كلها على الطاولة وييفصلنا عن انتهاء مهلة المفاوضات 72 ساعة. وبدورها، اعتبرت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فيديريكا موغيريني التي وصلت مساء الأحد أيضا إلى فيينا أنه "آن الاوان" للتوصل إلى اتفاق حول ملف إيران النووي. وأكد كبير المفاوضين الإيرانيين عباس عرقجي أنّ الخبراء والدبلوماسيون يعكفون ليلًا نهارًا على بحث وثيقة من 20 صفحة مع خمسة ملاحق أي في الاجمال بين 70 و80 صفحة. وسيكون على وزراء الخارجية حسم مسائل سياسية حساسة عالقة لفك العقد الاصعب في هذه المفاوضات غير المسبوقة. وهذه المسائل معروفة منذ أشهر وتشمل مدة الاتفاق ومعايير عمليات التفتيش الدولية ومداها ونسق رفع العقوبات. ويطالب الايرانيون برفع سريع للعقوبات في حين تصر القوى الكبرى على عملية تدريجية وقابلة للمراجعة في حال عدم وفاء ايران بالتزاماتها. و أعلن مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيوا امانو عن حصول "تقدم" في المباحثات بشأن التثبت من عدم وجود شق عسكري في البرنامج الايراني وهي نقطة اساسية في الملف، وكان امانو زار الخميس طهران وتباحث مع الرئيس حسن روحاني. وستكون الوكالة الضامن الحقيقي لتنفيذ الاتفاق بما انها مكلفة تفتيش المواقع المشتبه بها وتقديم تقارير الى مجلس الامن الدولي بشان احترام الاتفاق من عدمه. وكانت مصادر ايرانية افادت وكالة فرانس برس ان مساعدين للمدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية سيتوجهون الى طهران مساء الاحد لبحث سبل معالجة القضايا العالقة. وتهدف المفاوضات الى رفع العقوبات الدولية المفروضة على ايران في مقابل ضمان عدم وجود شق عسكري في برنامج طهران النووي المدني. وتقبل ايران التي تؤكد باستمرار ان برنامجها النووي مدني محض، بموجب الاتفاق المؤمل الحد من برنامجها النووي ووضعه تحت مراقبة دولية مشددة، في مقابل رفع العقوبات المفروضة على اقتصادها منذ عشر سنوات وتجدر الإشارة إلى أنّ البرنامج النووي الإيراني كشف عنه في العام 2000 وبدات مفاوضات منذ 2003 بين الاوروبيين وايران في مسعى لنزع فتيل الخلاف لكن بلا جدوى ليصبح الملف احد اكثر الملفات الدولية حساسية. لكن المفاوضات استؤنفت فعليا بلقاءات سرية في 2012 بين دبلوماسيين اميركيين وايرانيين وخصوصا بعد تولي الرئيس حسن روحاني السلطة بعد انتخابه رئيسا في 2013 مع وعود بانهاء العقوبات الدولية على البلاد. وفي المنعطف الاخير كثف وزراء خارجية الدول الست (الولايات المتحدة وبريطانيا وروسيا والصين وفرنسا والمانيا) بوضوح الضغط على ايران.