يبدو ان المخاوف الدولية من ارتفاع مستوى التوتر بين السعودية وايران له ما يبرره حيث تشير المؤشرات الحالية الا أن هوة الخلاف بين البلدين ستزيد أكثر خاصة مع محاولة ايران في كل مرة استفزاز المملكة العربية السعودية سياسيا وحتى اقتصاديا وهو ما يحصل الان من خلال لعب ايران لورقة النفط وإقحامها في ساحة الصراع بين البلدين.
حيث تسعى ايران الى تأمين عودة قوية للساحة الدولية مستفيدة من الاتفاق النووي الذي أعطاها مجالا اكبر لمحاولة التموقع من جديد في السوق العالمية. يؤكد ديديه شوديه المختص في شؤون الشرق الاوسط في مقال له في صحيفة الهافينغتون بوست بأن "الايرانيين يريدون العثور على مكان يعتبرونه من حقهم حتى وان كان ذلك على حساب علاقاتها مع الدول الكبرى كالمملكة العربية السعودية وروسيا ..". وهو ما يفسر الخطوة الايرانية الاخيرة بالترفيع في انتاجها من النفط والبحث عن اسواق جديدة لها ، حيث أعلنت ايران أنها ستنقل 4 ملايين برميل من النفط الخام إلى أوروبا . عودة إيران الى سوق النفط بهذه الطريقة يؤكد شوديه بأنها ستكون " بالضرورة عاملا من عوامل المنافسة في المملكة العربية السعودية ومحورا جديدا للصراع معها. وتستعد ايران لإنتاج 500.000 برميل في اليوم الواحد، في غضون اشهر قليلة غير عابئة بمجهودات الدول الكبرى كالسعودية وروسيا وفنزويلا لتوقيع اتفاق يوقف تراجع اسعار النفط.
ورغم ان تحقيق التوازن في الميزانية في ايران ، يحتاج إلا ان يكون سعر برميل النفط ب 130 دولار . إلا ان ايران تسعى لزيادة انتاجها رغم انخفاض اسعار النفط ووصولها الى ادنى مستوياتها . ايران بهذه السياسة الغير عقلانية لا تجد لها حليفا حتى روسيا التي تعاني هي الاخرى من تراجع اسعار النفط.
ويضيف المختص في شؤون الشرق الاوسط بان ايران وبهذه الاجراءات تصب الزيت اكثر على نار الصراع بينها وبين السعودية. ففي الوقت الذي تستعد المملكة لتطبيق اصلاحات اقتصادية لمواجهة تراجع اسعار النفط ولتحسين اداء ومرودية قطاعها الطاقي تزيد ايران من انتاجها النفطي الذي لن يزيد في اسعار النفط الى تراجعا. امر من المؤكد بأنه سيزيد في تغذية الصراع بين القوتين الاقليميتين.
السياسة التي ينتهجها البلدان والوضع الاقليمي الراهن يؤكد بأنه بالفعل دخلت السعودية وايران في "حرب نفطية " . حرب يؤكد شوديه بان عواقبها ستكون وخيمة على مستقبل الاستقرار في منطقة الشرق الاوسط وستكون له كذلك تأثيرات كبيرة في مستقبل التحالف بين روسيا وإيران اذا ما واصلت ايران في سياستها النفطية الحالية.