اتفقت الولايات المتحدة وروسيا التي تشن كل منهما ضربات جوية في سوريا، على تنظيم لقاء باسرع وقت ممكن بين عسكريي البلدين "لتحاشي حصول اي حادث" بين طيرانهما، حسب ما اعلن الاربعاء وزيرا خارجية البلدين. وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف "اتفقنا على ان يجري العسكريون اتصالات في ما بينهم قريبا جدا" في حين اكد وزير الخارجية الاميركي جون كيري على ضرورة اجراء "محادثات بين العسكريين باسرع وقت ممكن وربما غدا". وكان الوزيران يتحدثان امام الصحافيين في ختام اجتماع مجلس الامن بعد ساعات على حصول اولى الغارات الروسية في سوريا. وسوف يتناول الاجتماع بين العسكريين تحاشي حصول اي حادث عسكري بين الطائرات الروسية وطائرات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة التي تشن منذ عام ضربات ضد مواقع تنظيم الدولة الاسلامية. وشن الطيران العسكري الروسي الاربعاء اولى ضرباته الجوية في سوريا بناء على طلب الرئيس السوري بشار الاسد، في حين دار جدل حاد حول المواقع التي استهدفتها الغارات الروسية وما اذا كانت تابعة لتنظيم الدولة الاسلامية ام لتنظيمات اخرى. واعلنت وزارة الدفاع الروسية ان الطيران الروسي قام بعشرين طلعة جوية واصاب "ثمانية اهداف لتنظيم الدولة الاسلامية" في سوريا، مدمرا بشكل خاص مركز قيادة للتنظيم المتطرف. وقالت الوزارة في بيان "هاجمنا ثمانية اهداف. وقد اصيبت جميعها. ان الاهداف وخاصة مركز قيادة لارهابيي" تنظيم الدولة الاسلامية "دمرت تماما". الا ان الولايات المتحدة شككت بحقيقة الاهداف التي قصفها الطيران الروسي ورجحت الا تكون مواقع لتنظيم الدولة الاسلامية. وندد وزير الخارجية السوري وليد المعلم الاربعاء بالضربات الجوية الفرنسية والبريطانية في سوريا واصفا اياها ب"الاعتداء على سيادة" سوريا و"اشاد" بمشروع القرار الروسي ضد الارهاب. وقال المعلم امام مجلس الامن حسب النص الذي وزعته البعثة السورية لدى الامم المتحدة، ان "الاعمال العسكرية التي تقودها المملكة المتحدة وفرنسا على الاراضي السورية تشكل خرقا فاضحا للقانون الدولي واعتداء على السيادة السورية". واضاف "اولئك الذين يريدون فعلا محاربة الارهاب على الاراضي السورية يتوجب عليهم ان ينسقوا ويتعاونوا مع الحكومة السورية التي يقوم جيشها لوحده بالمعركة ضد الارهاب". وبالمقابل، اشاد المعلم بالمبادرة الروسية الهادفة الى انشاء تحالف اقليمي ودولي لمحاربة الارهاب. واعلن مصدر امني سوري ان الضربات استهدفت "مواقع ارهابية" في محافظتي حماه وحمص. ومن ناحيته، ادان الائتلاف السوري المعارض بشدة "القصف الوحشي الذي نفذته طائرات حربية روسية لمواقع مدنية سورية في ريفي حمص وحماة، وأدى إلى إيقاع ضحايا مدنيين بينهم أطفال ونساء". وقال في بيان الاربعاء إن القصف "وما يتوارد عن إرسال وحدات روسية خاصة إلى ثكنات ومطارات عسكرية تمهيدا لعمليات برية يمثل عدواناً سافراً على الشعب السوري بكافة مكوناته ( ...) كما يُقوض مزاعمها(روسيا) في السعي لإيجاد حل سياسي". اما مدير الدفاع المدني في ريف حمص الشمالي الذي تسيطر عليه المعارضة عبد المنعم اسطيف فقال لوكالة فرانس برس عبر الانترنت "نقلت فرقنا اليوم 43 شهيدا مدنيا بينهم ستة اطفال واكثر من مئة جريح" جراء الضربات الروسية التي استهدفت تلبيسة والرستن والزعفرانة والمكرمية. وقال ان "طائرتين حربيتين متلازمتين شنتا بدءا من الثامنة صباحا ضربات جوية في الزعفرانة ثم تلبيسة وقرية المكرمية المجاورة ثم الرستن.. وذلك بعد تحليق طائرات استطلاع لنحو 5 ساعات". وبحسب اسطيف، تبع القصف الجوي للمرة الاولى اشتعال حرائق ضخمة تطلبت حضور فرق الاطفاء الى جانب فرق الاسعاف. ونفى اسطيف استهداف اي مقار للفصائل موضحا ان المقار التابعة لجبهة النصرة وحركة احرار الشام موجودة على اطراف هذه المدن والبلدات التي تديرها مجالس محلية مدنية. اما المناطق التي طالها القصف في حماة، فمعظمها تحت سيطرة فصائل اسلامية واخرى "معتدلة"، فيما تسيطر جبهة النصرة وفصائل مبايعة لتنظيم الدولة الاسلامية على بعضها الاخر.