رويترز- طالبت السعودية روسيا حليفة الرئيس السوري بشار الأسد بوقف ضرباتها في سوريا وقالت إنها أدت إلى سقوط ضحايا من المدنيين كما لم تستهدف مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية الذي تقول موسكو إنها تتصدى له. وفي كلمة ألقاها بمقر الأمم المتحدة في نيويورك قال دبلوماسي سعودي كبير إنه لا يمكن لروسيا وإيران الحليفة الرئيسية الأخرى للأسد ادعاء محاربة "إرهاب" الدولة الإسلامية وفي الوقت نفسه مساندة "إرهاب" النظام السوري. وعبر مندوب السعودية في الأمم المتحدة عبد الله المعلمي يوم الأربعاء عن "قلقه البالغ تجاه العمليات العسكرية التى قامت بها القوات الروسية فى حماة وحمص اليوم وهي أماكن لا توجد فيها قوات لداعش (الدولة الإسلامية) وخلفت هذه الهجمات العديد من الضحايا الأبرياء ونحن نطالب بوقفها الفوري وضمان عدم تكرارها." وأضاف في تصريحات نشرتها قناة العربية التلفزيونية "إن الدول التى تدعي أنها قد جاءت مؤخرا للمشاركة فى محاربة إرهاب داعش لا يمكن لها أن تفعل ذلك فى الوقت نفسه الذي تساند فيه إرهاب النظام وحلفائه من المقاتلين الإرهابيين الأجانب مثل حزب الله وفيلق القدس وغيرها من التنظيمات الإرهابية الطائفية." وتقاتل جماعة حزب الله اللبنانية علنا إلى جانب قوات الحكومة السورية ويعتقد على نطاق واسع أن فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني يساعد دمشق أيضا. وشنت روسيا يوم الأربعاء أولى ضرباتها الجوية في سوريا منذ نشوب الصراع في 2011 وأخطرت الولايات المتحدة قبلها بساعة. وتنفذ واشنطن وحلفاؤها الغربيون والإقليميون ضربات في سوريا منذ عام. وفي يونيو حزيران بدا أن الأجواء بين روسيا والسعودية تتحسن إذ ذهب وفد برئاسة ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في زيارة إلى موسكو ووقع اتفاقات عسكرية وأخرى في مجال الطاقة. وأثارت الزيارة تكهنات بشأن علاقات أوثق بين البلدين لكن هذا الأمر أصبح مثار شك الآن. وفي مقابلة مع صحيفة الحياة نشرت يوم الخميس قال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير إن روسيا والسعودية بينهما مصالح مشتركة كثيرة يمكن الاستناد عليها لتطوير العلاقات لكنه أشار إلى استمرار غياب التوافق بشأن سوريا. ونقل عن الجبير قوله إنه زار روسيا كما زارها مسؤولون خليجيون آخرون. وأشار إلى أن الأجواء كانت إيجابية قبل شهرين لكن روسيا صعدت دورها العسكري فجأة في سوريا وأعلنت موقفها السياسي الداعم للأسد. ولا تزال الرياض تشعر بالغضب من استخدام روسيا والصين حق النقض (الفيتو) في فبراير شباط 2012 ضد قرار لمجلس الأمن الدولي وضع السعوديون مسودته وأيده الغرب وكان ينص على ضرورة أن يترك الأسد السلطة. ولم يتضح بعد إن كانت الدول العربية الخليجية سترغب في أن يدخل مقاتلو المعارضة السوريون الذين تمولهم في قتال مع القوات الروسية وهو ما يؤثر بشكل أكبر في ميزان القوة بالمنطقة. وقال الجبير لصحيفة الحياة "الحل (في سوريا) لا يعتمد على روسيا لأن المبادئ هي أن لا دور لبشار الأسد في مستقبل سوريا والمبدأ الثاني أن نحافظ على المؤسسات المدنية والعسكرية في سوريا كي لا تعم الفوضى والانهيار." وأضاف أن المبدأ الثالث هو تشكيل مجلس انتقالي لكل السوريين لمساعدة سوريا على الانتقال إلى مرحلة جديدة.