أثار التدخل العسكري الروسي في سوريا جدلًا واسعا مابين مرحب ومنتقد ومتهم ومستنكر. وبالرغم من كل هذا الجدل تصر روسيا على استمرار هجامتها متجاهلة تنديدات الولايات المتحدة والأمم المتحدة. وتؤكد وزارة الدفاع الروسية في بيان لها بحسب وكالة روسيا اليوم ، إن ضرباتها الجوية تستهدف أهدافًا للدولة الإسلامية ، وأنها تمكنت من تعطيل هيكل القيادة وخطوط إمداد التنظيم الإرهابي ( داعش ) وأنها ألحقت أيضا ضررا كبيرا بالبنية التي تستخدم في الاعداد لأعمال إرهابية." وأضاف البيان الذي نشر على موقع وزارة الدفاع الروسية على الانترنت إن الضربات قصفت معسكرا تدريبيا للارهابيين وورشة لاعداد الأحزمة الناسفة. لكن بحسب وكالة رويترز قال سكان والمرصد السوري لحقوق الإنسان إن طائرات روسية قصفت أهدافا مدنية غرب سوريا اليوم الأحد بعد يوم من تعهد روسيا بتصعيد حملتها الجوية. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن 39 مدنيا على الأقل قتلوا منذ بدء الضربات الروسية يوم الأربعاء. وأضاف أن 14 مقاتلا أغلبهم من مقاتلي التنظيم المتشدد قتلوا أيضا وفقًا لما نقلته بي بي سي وبينما رحبت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل بالجهد العسكري الروسي في سوريا ووصفته بأنه أمر مطلوب، أعتبرت أنه لن يضع حدا للحرب هناك. وأشارت ميركل أنه يمكن لروسيا والولايات المتحدة والسعودية وإيران أن تضطلع بدور هام في التسوية السورية. ويأتي تصريح المستشارة الألمانية ليؤكد التحول الواضح في موقف بلادها إزاء الرئيس السوري بشار الأسد الذي أصر الغرب وحلفاؤه منذ البداية على ضرورة رحيله وجميع أركان إدارته "بعد أن فقد كل شرعية"، إذ عبرت عن "ضرورة إشراك نظام الرئيس السوري بشار الأسد في المحادثات". وتابعت: التوصل إلى حل سياسي في سوريا يجعلنا بحاجة إلى مشاركة ممثلين عن جميع فصائل المعارضة السورية وعمن يحكمون حاليا في دمشق. لكن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون وصف قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالتدخل العسكري في سوريا لدعم الرئيس بشار الأسد بأنه "خطأ فادح". وقال كاميرون لهيئة الاذاعة البريطانية (بي.بي.سي) يوم الأحد خلال اليوم الأول للمؤتمر السنوي لحزب المحافظين الذي يتزعمه في مدينة مانشستر الشمالية "إنهم يساندون السفاح الأسد وهو خطأ فادح بالنسبة لهم وبالنسبة للعالم. سيزيد ذلك من عدم الاستقرار في المنطقة." وأضاف "معظم الضربات الجوية الروسية كما يمكننا أن نرى حتى الآن استهدفت أجزاء من سوريا لا تخضع لسيطرة الدولة الاسلامية لكن تخضع لمعارضين آخرين للنظام." وعلى مستوى الشرق الأوسط اعتبر وزير الخارجية المصري سامح شكري أن العملية الجوية الروسية في سوريا ترمي إلى توجيه ضربة قاصمة لتنظيم "داعش" في سوريا والعراق، مشيرا أن ذلك سيؤدي إلى القضاء على الإرهاب. وقال في مقابلة مع قناة "العربية": أن مكافحة الإرهاب ليست مقتصرة على الجانب العسكري فقط، وإنما يعتبر دعم إنتاج الشباب وتفعيل دورهم في مجتمعاتهم مكافحة للإرهاب. كما رحب مسعود البرزاني رئيس إقليم كردستان العراقي شبه المستقل بالضربات الروسية مؤكدًا إنه يمكن تحقيق "نتائج أفضل" في الحرب على تنظيم الدولة الإسلامية إذا نسقت روسيا والتحالف جهودهما سويا. وقال البرزاني في بيان إنه يرحب أيضا بأن تساعد أي دولة بما في ذلك روسيا قوات البشمركة التابعة له ضد الدولة الإسلامية في شمال العراق. وكانت الحكومة العراقية قد قالت الأسبوع الماضي إنها سترحب بالضربات الجوية الروسية ضد الدولة الإسلامية على أراضيها. وأضافت أنها تتعاون بالفعل في مجالي المخابرات والأمن في بغداد مع روسيا وإيران وسوريا للتصدي للدولة الإسلامية. وظهر الأكراد كحليف رئيسي للتحالف الذي يضم أكثر من 60 دولة ونجحوا في صد المسلحين في شمال العراق بمساعدة ضربات جوية ومستشارين. يذكر أن الطائرات الحربية الروسية بدأت قصفها في سوريا الأسبوع الماضي. لكن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة والذي يقصف تنظيم الدولة الإسلامية هناك منذ العام الماضي اتهم موسكو باستهداف جماعات أخرى غير الدولة الإسلامية. وقال مسؤول عسكري روسي كبير يوم السبت إن الطائرات الروسية المتمركزة في غرب سوريا نفذت أكثر من 60 طلعة خلال 72 ساعة. وقال اندريا كارتابولوف من هيئة الأركان العامة بالجيش الروسي لوكالة روسيا اليوم "لن نواصل الضربات فحسب... ولكننا سنزيد من كثافتها ايضا."