سعى نتنياهو بكلمته إلى تعطيل إتفاق غربي إيراني مرتقب حول برنامج طهران النووي، والذي من شأنه يعطي ضمانات للغرب بعدم تطوير برنامجها إلى درجة الحصول على سلاح نووي، وفي المقابل ترفع الدول الغربية العقوبات الاقتصادية عن طهران. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي في كلمته إني استمعت لمسؤولين يقولون أن لا اتفاق مع طهران أفضل من الحصول على إتفاق سيء، وأنا أقول أن هذا الإتفاق سيء، ويمكن الضغط على طهران من أجل الحصول على ضمانات أكثر. وقالت وكالة رويترز في تقرير لها إنه ربما قدم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو طرحا يؤيده كثير من الإسرائيليين حينما حذر الكونجرس يوم الثلاثاء بشأن الاتفاق النووي المحتمل مع إيران ولكن منتقدين تساءلوا عما إذا كان الأمر يستحق توسيع هوة الخلاف مع البيت الأبيض. وكثيرا ما تربط تقارير صحفية بين موعد الخطاب الذي أثار حفيظة الديموقراطيين الإمريكيين، وبين موعد الانتخابات الإسرائيلية التي تجرى خلال أسبوعين، حيث يواجه حزب الليكود، الذي يقوده نتنياهو ضغوطا داخلية. وبثت الكلمة على الهواء في التلفزيون والإذاعة الإسرائيليين وجاءت في توقيت حساس سياسيا قبل أسبوعين من انتخابات تشتد فيها المنافسة ويسعى فيها نتنياهو للفوز بفترة ولاية رابعة. ووصف معلقون سياسيون إسرائيليون لوكالة ريوترز الكلمة بأنها أداء منمق من جانب سياسي تلقى تعليمه في الولايات المتحدة. ولكنهم مع رأي الرئيس الأمريكي باراك أوباما في أن نتنياهو لم يقدم شيئا جديدا في انتقاده للمحادثات التي تقودها الولايات المتحدة مع إيران. ولم تنشر على الفور استطلاعات للرأي بعد الكلمة. ولكن سلسلة من التصفيق وقوفا في الكونجرس- حيث أدت الدعوة التي وجهها الجمهوريون لنتنياهو إلى إغضاب الديمقراطيين- ربما تقود إلى مكاسب يمكن استغلالها في حملته الانتخابية. وقال منتقدون إن مواقف استعراض كتلك هي الدافع الحقيقي وراء الذهاب إلى واشنطن. وهي مزاعم نفاها مسؤولون في حزب ليكود اليميني الذي يقوده نتنياهو. وأظهر استطلاع للرأي قبل ساعات من الكلمة أن الاتحاد الصهيوني المنتمي ليسار الوسط سيحصل على 24 مقعدا مقابل حصول ليكود على 21 مقعدا في الكنيست المؤلف من 120 مقعدا. ولكن حتى مع وجود هذا الفارق فإن ليكود ما زال يملك الأفضلية حيث أنه أقدر على استقطاب حلفاء سياسيين يكفون لتشكيل ائتلاف حاكم. وقال صاحب مقهى في تل أبيب استمع لكلمة نتنياهو إنه قدم طرحا قويا في مواجهة ما قال رئيس الوزراء انه اتفاق بين إيران والقوى العالمية الست لن يفلح في منع إيران من تصنيع أسلحة نووية. وقال يوني ينائي المقيم في تل أبيب "أعتقد أن كلمته ساعدتنا كثيرا" مشيرا إلى ان نتنياهو أظهر للمشرعين الأمريكيين "أن هناك حاجة لحل مختلف واتفاق مختلف". وكان لزبون آخر في المقهى هو كارني مازالي رأي مختلف. فقال مستخدما اسم التدليل لنتنياهو "أعتقد أن كلمة بيبي لا يمكن أن تساعد في العلاقة بين أوباما وإسرائيل. كل ما ستحدثه هو الضرر." وردد إسحق هرتزوج زعيم الاتحاد الصهيوني- المنافس الرئيسي لنتنياهو في الانتخابات- هذا الرأي في كلمة خلال زيارة للدعاية الانتخابية لتعاونية على حدود قطاع غزة. وقال هرتزوج "لنكن صرحاء.. الكلمة التي سمعناها اليوم كانت مؤثرة.. ولكن بقدر ما كانت مؤثرة فإنها لن توقف البرنامج النووي الإيراني.. ولن تؤثر على الاتفاق الذي سيولد.. لا من حيث محتواه ولا موعده." واضاف "إن الحقيقة المؤلمة هي أنه بعد التصفيق.. سيكون نتنياهو بمفرده.. وستترك إسرائيل معزولة وستستمر المفاوضات مع إيران من دون تدخل إسرائيلي." وقال أوباما للصحفيين إنه لم ير في كلمة نتنياهو شيئا جديدا وإن الزعيم الإسرائيلي لم يقدم بدائل قابلة للتنفيذ للمفاوضات مع إيران. ودعا أوباما الكونجرس للانتظار حتى اكمال الاتفاق مع ايران ليمكن تقييمه. وأكد على أنه لن يقبل إلا باتفاق يمنع إيران من الحصول على سلاح نووي.