"كيف دمر الغرب ليبيا وأعادها لكراهية الماضي؟" هكذا عنون الكاتب الجزائري ياسمينة خضرا للمقال الذي نشرته له جريدة الغارديان.
يتسائل الكاتب الذي يستخدم اسما مستعارا ما الذي أسقطه الغرب في ليبيا فعلا عندما أطاح بنظام معمر القذافي؟ هل اطاح بديكتاتور أوطاغية أو نظام لاستغلال المواطنين؟
ويوضح خضرا أنه كان من الواضح جدا قبل التدخل الغربي أن العواقب ستكون وخيمة لكن حلف شمال الاطلسي "الناتو" لم يتعلم أي دروس مما جرى في العراق من كوارث.
ويضيف خضرا أن الخبراء العسكريين خططوا لدحر نظام القذافي وضربوا كل مراكز التخطيط واتخاذ القرار والاتصال والقواعد الجوية ومراكز الحرب الاليكترونية وما إلى ذلك لكنهم نسوا أهم شيء وهو طبيعة العرب والبربر وبالتالي كان من الواضح أن ليبيا تتجه إلى نفس النمط العراقي.
ويوضح أنه لايمكن أبدا أن تقدم على هذه الخطوات العسكرية البسيطة دون ان تعرف طبيعة الشعب الذي تتعامل معه لأنك في هذا الحالة تجعل نفسك عرضة للمفاجآت.
ويعرج خضرا على طبيعة القبائل العربية وقبائل البربر في ليبيا وثقافتهم موضحا أن الشعب الليبي تاريخيا لم يكن متحدا تحت نظام حكم واحد إلا خلال فترة متأخرة من التاريخ وأنهم كشعب تكون من اتحاد عدد من كيانات مستقلة وقبائل متفرقة يربط بينها منطق التفاخر والسيادة.
ويؤكد خضرا وجود تاريخ من التناحر بين الأعراق والقبائل المختلفة التى عاشت في ليبيا ما كسى تاريخها بالعداء والغارات والثأر المتبادل وهي امور استمرت في التراكم على مدى أجيال كثيرة.
ويؤكد خضرا أن القذافي حقق مالم يحقق حاكم قبله وذلك بجمع شمل القبائل والأعراق المختلفة في دولة واحدة وعلى مدى عقود بعد الاطاحة بالملكية وتأسيس "الجماهيرية" مستفيدا من أصوله القبلية والفقيرة.
ويشير خضرا إلى أنه حاليا وبعد العنف الذي استشرى في البلاد بدأت كل عرقية أو قبيلة في التراجع إلى مناطق نفوذها التاريخية مطالبة بمنطقة سيادة خاصة أو حكم ذاتي وهو ما يهدد وجود ليبيا كدولة موحدة.
ويعتقد خضرا أن هذه النموذج بدأ يستشري في كل منطقة شمال أفريقيا حيث أصبحت كل دولة عبارة عن لغم يمكنه أن ينفجر في أي لحظة ويقوض الدول المجاورة في دول حوض البحر المتوسط.
ويخلص خضرا إلى وجوب فرض حكومة موحدة وبشكل فوري على جميع مناطق ليبيا كوسيلة أخيرة يمكنها أن تنقذ المنطقة من المصير المشؤوم.
المصدر بي بي سي