(رويترز) - أعلنت السعودية وإيران أنهما ستحضران محادثات دولية في فيينا يوم الجمعة بشأن الصراع في سوريا وسيكون هذا أول لقاء مباشر بين البلدين لمناقشة الحرب الدائرة رحاها منذ أكثر من أربعة أعوام.
وقال وزير الخارجية السعودية عادل الجبير يوم الأربعاء إن بلاده تهدف إلى أن تختبر أثناء المحادثات مدى استعداد إيران وروسيا الداعمين الرئيسيين للرئيس السوري بشار الأسد وحكومته لحل سلمي.
وقال في مؤتمر صحفي في العاصمة السعودية الرياض إن الدول الداعمة للمعارضة السورية عقدت عدة اجتماعات "ووصلنا إلى التفاهم بأنه يجب علينا اختبار نوايا روسيا وإيران فيما يتعلق بالحل السورى إذا كانوا فعلا يؤيدون الحل السلمى فى هذه الأزمة."
ونقلت وكالات أنباء إيرانية عن وزارة الخارجية قولها إن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف وثلاثة من نوابه سيحضرون المحادثات المتعددة الأطراف التي ستجرى يوم الجمعة في فيينا سعيا لحل النزاع في سوريا.
وستكون هذه المرة الأولى التي تحضر فيها طهران -وهي داعم رئيسي للرئيس السوري بشار الأسد- مؤتمرا دوليا بشأن الحرب الأهلية في سوريا.
وتقول إيران إنها تحبذ إيجاد حل سياسي في سوريا لكنها تقول إن الأسد يجب أن يكون جزءا من عملية الانتقال. وتقول جماعات المعارضة وداعموها الإقليميون ومنهم السعودية وقطر وتركيا إن الأسد يجب أن يتنحى عن السلطة كشرط مسبق للسلام.
وقال الجبير إن السعودية وحلفاؤها سيعقدون اجتماعا منفصلا يوم الجمعة للتباحث بشأن "موعد ووسيلة رحيل بشار الأسد."
وقال "سيعقد اجتماع يوم الجمعة مع مجموعه موسعة من الدول الداعمة للمعارضة السورية كما سيشمل الاجتماع دولا أخرى من المنطقة لاختبار نوايا هذه الدول فيما يتعلق بإيجاد حل للأزمة السورية وعلى رأسها يكون موعد ووسيلة رحيل بشار الأسد."
وقال البيت الأبيض يوم الأربعاء إن محادثات السلام المقبلة بشأن سوريا لن تكون مجدية إلا إذا شاركت فيها كل الأطراف المعنية مشيرا إلى أن دعوة إيران للمشاركة لا تبرئها من أي دور لها في الأزمة.
وردا على سؤال بشأن دعوة إيران للمشاركة في المحادثات المزمعة يوم الجمعة قال المتحدث إريك شولتز للصحفيين "الولايات المتحدة مستعدة للعمل مع أي دولة بما في ذلك روسيا وايران لحل الصراع في سوريا."
وقالت مصر والعراق ولبنان والاتحاد الأوروبي وفرنسا أيضا إنها ستحضر محادثات الجمعة التي تأتي بعد أسبوع من جولة مفاوضات أصغر بين الولايات المتحدة وروسيا والسعودية وتركيا.
ومن المتوقع أن يحضر إجمالا نحو 10 مشاركين. ولم يتضح هل وجهت أي دعوات للحضور إلى الحكومة السورية أو المعارضة مع أنه لم يحضر أي من الجانبين في المحادثات السابقة في فيينا.
وقال وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند الذي كان يتحدث في مؤتمر صحفي في الرياض مع نظيره السعودي إنه يأمل أن يشجع الاجتماع على الحوار بين الفئات المتنافسة التي تساند أطرافا متصارعة في الصراعات في أنحاء العالم العربي.
وقال هاموند "السعودية وإيران هم أهم وأقوى بلدين في هذه المنطقة ومما يحقق مصالح المنطقة على الأمد الطويل أن يتمكن هذان البلدان أخيرا من التباحث وأن يتمكنا من مناقشة الخلافات وأن يتمكنا من البحث عن حلول سلمية."
وقال الائتلاف الوطني السوري جماعة المعارضة السياسية الرئيسية التي تتخذ تركيا مقرا لها ويساندها الغرب إن مشاركة إيران في المحادثات ستقوض الجهود السياسية.
وانتقد هشام مروة نائب رئيس الائتلاف الوطني "إيران لديها مشروع واحد فقط- الحفاظ على الأسد في السلطة... هم لا يؤمنون بمبدأ المحادثات."
وقال مصدر دبلوماسي في انقرة إن تركيا التي تساند المعارضة المناهضة للأسد ليس لديها اعتراض على مشاركة إيران في محادثات بشأن الأزمة السورية. ولم يتسن على الفور محادثة مسؤولي وزارة الخارجية التركية لسؤالهم التعقيب.
وقال على صدرزادة المحلل السياسي الإيراني في فرانكفورت "إيران قالت دوما إنه بدون مشاركتها لن تنجح المحادثات بشأن الأزمة السورية. وما تغير هو أن روسيا والولايات المتحدة خلصتا إلى نفس النتيجة."
وأضاف قوله "الاتفاق النووي بين إيران والقوى العالمية مهد الطريق إلى مشاركة طهران في الساحة الدولية ومحادثات فيينا ستكون أول اختبار لإيران."
ورحبت فيديريكا موجيريني منسقة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي التي ستشارك في المحادثات بمشاركة إيران. وبعد محادثة هاتفية مع وزير الخارجية الإيراني اليوم الأربعاء قالت في تغريدة لها "من المهم وجود كل الفاعلين الإقليميين على مائدة المباحثات في فيينا يوم الجمعة."