لماذا نفرح لتركيا؟

عبدالعزيز الفضلي 

فوز حزب العدالة والتنمية في الانتخابات التركية الأخيرة بنسبة فاقت 49 في المئة - بما يمكنه من تشكيل الحكومة بمفرده - أدخل السرور والسعادة على قلوب مئات الملايين من العرب والمسلمين، فضلا عن سعادة الأتراك أنفسهم، في الوقت الذي أدخل الهم والغم على الكيان الصهيوني ومن يدور في فلكه، وعلى إيران ومن يتبعونها.

 

ولعل السؤال الذي يطرحه البعض: لماذا تفرحون لفوز حزب العدالة والتنمية؟ وما شأنكم في هذه الانتخابات وليس لكم فيها ناقة أو جمل؟

 

ونقول - وهي إجابة عن ملايين من أبناء هذه الأمة الإسلامية - إن في فوز العدالة والتنمية مكاسب ودروسا.

 

ففي فوزهم إشارة واضحة على أن الشعوب الإسلامية لو ترك لها الخيار الحر فلن تقدم أحدا في اختيارها على الأحزاب الإسلامية المعتدلة.

 

فوز العدالة والتنمية يُعتبر نصرة ودعما لقضايا المسلمين في العالم وفي مقدمتها القضية الفلسطينية والسورية، وتاريخ الحزب يشهد بوقوفهم مع المسلمين المضطهدين في شتى بقاع الأرض.

 

فوز حزب العدالة تحتاجه الأمة الإسلامية ليكون حزبا حاكما يقف في وجه الصلف الإسرائيلي ومخططاته، التي تسعى إلى تهويد القدس وتقسيم الأقصى والهيمنة على المنطقة.

 

ونحتاجه كدول الخليج كي يساعد في تكوين تحالف للوقوف أمام الأطماع التوسعية الإيرانية في المنطقة، والتي ظهرت معالمها بالتدخل السافر في العراق وسورية واليمن، وتهديدها لأمن واستقرار بعض دول الخليج.

 

فوز حزب العدالة والتنمية وللمرة الرابعة في الانتخابات البرلمانية هو أفضل رد على من يزعم بعجز الأحزاب والتيارات الإسلامية عن إدارة الحكومات في بلادهم، ولقد كان للإنجازات التي حققتها الحكومات التركية المتعاقبة بقيادة حزب العدالة والتنمية خلال السنوات الماضية، أكبر الأثر في كسب تأييد الناخبين.

 

في فوز حزب العدالة درس للجميع في كيفية التعامل مع الإخفاقات، فالحزب بعد نتائج الانتخابات السابقة والتي نزلت فيها نسبة المؤيدين له عن الانتخابات التي سبقتها، قام بمراجعات سريعة، واتخذ قرارات مهمة ساهمت في حصوله على هذه النسبة العالية من الأصوات، التي تصل إلى نصف نسبة المصوّتين إلا ببضعة أعشار.

 

ومن هذه القرارات: تغيير أسماء بعض المرشحين، والسماح بالنزول لمن منعته اللائحة الداخلية للحزب - وهم رموز لها ثقلها - من مثل علي باباجان وهو المساعد السابق لرئيس الوزراء، وكذلك وزير المالية الأسبق محمد شمشك.

 

ومنها تغيير الأولويات في برامج الحزب المقدمة للناخبين.

 

كما أن للوقفة الحازمة في وجه جميع أشكال التطرف، التي كان مصدرها أتباع «داعش» وحزب العمال الكردستاني، أبلغ الدلالات على قدرة الحزب باتخاذ اجراءات صارمة ضد من يهدد أمن واستقرار البلاد.

 

لقد تعلمنا من حزب العدالة والتنمية خصوصا في الانتخابات قبل الأخيرة درسا في كيفية قبول نتائج الانتخابات وإن جاءت بخلاف ما نُحب، وهذا ما أعطى تقديرا واحتراما للحزب في قلوب الشعب التركي، انعكست على ارتفاع نسبة المصوتين له في آخر انتخابات.

 

نقول في الختام: ألف مبروك لتركيا هذه الانتخابات الحرة النزيهة، وألف مبروك لحزب العدالة والتنمية على كسبه لثقة الشعب التركي، وألف مبروك لكل محب ومخلص لدينه وأمته فوز هذا الحزب ذي التوجه الإسلامي والمدافع عن قضايا المسلمين.

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه